تتغزّل في المعتقل
عمر بلقاضي / الجزائر
***
عجبا ... في خضم الهوان يوظَّف البيان في غوايات الأخدان
***
ماذا يُفيدُك مادحٌ مُتحايِلُ
ومصيرُ شِعركِ للزَّبالة آيِلُ
سَيَلفُّهُ التّاريخُ في خِرَقِ الهوى
ويَدُسُّهُ في غائطٍ يُتداوَلُ
تتغزَّلين وفي البلادِ مآتمٌ
وعدوُّ شعبٍ جاثمٌ يتحامَلُ ؟
مِن أين يأتيكِ السُّرورُ وأنتِ في
وَضْعٍ زَرِيٍّ مُؤسفٍ يَتآكلُ ؟
القدسُ تُغصَبُ فالنُّفوسُ أسيرةٌ
والشّعبُ يُذبحُ والأسى يَتهاطلُ
هل ذاكَ تطبيعٌ ؟ فتبَّتْ ألْسُنٌ
تُفشي الخيانة َ، أم دهاكِ تَغافُلُ ؟
ما ضيَّعَ الأوطانَ إلا خائنٌ
بالحرفِ يَهدِمُ ، فالحروفُ مَعاوِلُ
لو كان ذو الحرْفِ البديعِ مُجاهداً
بالحرفِ ، لانتفضَ الفؤادُ الخامِلُ
لكنَّه أرخى الشِّفاهَ ليحْتسي
مَرَقَ الخيانةِ ، فالمُرَوَّضُ سافِلُ
الشِّعرُ صِدقٌ في الشُّعورِ ، فأين ما
يُبدي التَّحسُّر والتَّردِّي هائلُ ؟
أسْرٌ وذُلٌّ وانحطاطٌ في في الورى
وغَريبةُ الأطوارِ فيه تُغازلُ
لا يَخذل الأوطانَ في نَكبَاتِها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق