الأحد، 29 يناير 2023

آخر الكلام ...بقلم الشاعر د.محمد موسى

 آخر الكلام ...


"حقيقة الحقائق الواضحة"


       عندما تتعمق في هذه الحياة عندما تصل إلى النضوج ، سوف يصل عقل الإنسان إلى حقيقة واضحة لكل من له عينان ، ووقع ذلك قد يغفل عنها البعض إما متجاهلاً لها أو جاهلاً بها ، هذا الحقيقة هي أننا جميعاً ضيوف في ملك ليس ملكنا ولن تصنعه أيدينا ، وأن هذه الحياة لم نعدها نحن ، بل أن هذا الملك هو ملك الله سبحانه وتعالى ، وأن هذه الحياة قد صنعها وخلقها وأوجدها الله سبحانه وتعالى ، ومن العجب العجاب أن يظن البعض أن الملك ملكه هو ، ويتصرف في هذه الحياة وكأنها خلقت له وحده ، ولم تخلق ليعيش فيها بعض الوقت هو وغيره ، فيظلم الأخرين ظناً منه أن ظلمه هو العدل ، وينسى أنه يعيش في ملك غيره وصاحب هذا الملك العدل عنده غير عدله ، ولكنه لم يحترم لا الحياة ولا حقيقة العدل فيها مثله مثل غيره ، فينتهي به الأمر إلى أنه سوف يصبح من المفسدين ، ومن هنا حدث الصراع بين من فهموا لماذا جاءوا إلى الحياة فعمروها ، ولم يأتوا للدنيا ليخربوها ، وهؤلاء يعيشون حياتهم وهم مفسدون في هذه الحياة ، وأصبح لهؤلاء المفسدين في أرض الله أعوان ومن يزينون لهم هذا الظلم وهذا الفساد ، فإذا هم يستمروا في ظلمهم وفسادهم ، ثم يأتي في النهاية قدر صاحب هذا الملك ، فيسكت الجميع ظالمين ومعاونيهم ، ويأخذ منهم حقوق العباد ، وفي دنيا الله وضع الله في ملكه قدرته وعدله ، فإذا وجد صراع بين جبهتين ، وطال هذا الصراع أو قصر أمده ، فتأكد أن عدل الله في هذا الصراع ستكون نهايته هي أرادة الله ، لأن الصراع دائماً هو بين حق وبين باطل ، وهنا سيتحقق عدل الله سريعاً بقدر الله الذي قدره "وقل جاء الحق وزهقَ الباطل إن الباطل كان زهوقا" الإسراء 81 ، فلا صراع أبداً بين حقان ، ولا صراع أبداً بين باطلان ، فالحق واحد وكذلك الباطل باطل ، وكلاهما مشتركان في الهدف فلا يتصارعان ، وصاحب هذا الملك قدر ودبر أن تكون الحياة يدوم فيها الخير ، حتى ولو رأيت الشر قد يتعملق بعض الوقت ، فتأكد أنه زائل لا محالة ، لأن الشر ضد الحياة والحياة هي هبة الله لخلقه ، والخلق يحسنوا في حياة بقدر مؤقت يقدر بأعمار الخلق ، لينعموا بعدها بحياة باقية ، "وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهيَ الحيوان لو كانوا يعلمون" العنكبوت 64 ، "يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولايغرنكم بالله الغرور" فاطر 5 ، وهكذا فقد أفلح من أدرك هذه الحقيقة 


ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق