السبت، 28 يناير 2023

من رسالة الموج الهائج...بقلم الشاعر د.حمدي الجزار

 من رسالة الموج الهائج

ا.د.حمدي الجزار


الحكاية: كنا في الغربة رجاني صديقي أن أصيغه فيما كتبت، علها تتذكر كيف تنصلت من حبها بعد أن زارت الغرب من وطنها!!!!!!


بعد أن قرأت رسالتك إتجهت إلي الشاطئ برغبة جامحة لأري الأمواج ثائرة غاضبة.....

كانت الأمواج مختلفة الألوان ، لكن الرمادي كان غالبا مثلما عينا إنسان غاضبة.... 

لن تكون بيضاء شفافة كما في ضحكات الموج الفاجرة 

كان الموج يصفع الشاطئ بلا رحمة،ورسالاتك تنكئ أناتي بشدة......

كانت الأمواج تجرف كل ما يواجهها علي الشاطئ، تتلاعب بأقدام الصخور القوية...... 

بعد كل فصلة في كتاباتك كان الموج يعود أزرقا صافيا....وكأنه أدي مهمة الإنتحار للشط البعيد.    

كان يخلع عن جلده سترته الرملية الصفراء وكان مزهوا في غباء......

يسحب من تحت قدميه صخور الشط القوية.. تصرخ بلا مبالاة......

وهناك علي الأرض الباردة استنزفت كلماتك الزائفة دمائي.

تريد أن تقتلع جذوري ، وأن تزرعها في أرض الغربة عند أقدام الغرب ....   

دفنت شوقي  للقمر وللحب وللشعر..   بحثت في غربتي في رسائلك عن وطن أسمر دافئ...   عله يطفئ المدامع.....

لم أجد سوي سمرة الموج الداكن تشعل الجرح الساكن.....

ليس علي الشط غيري في أمسية ينايرية عاصية .... الريح صاخب صائح ينادي الغرباء إرحلوا......  

رميت رسائلك ورجعت منتصرا عائدا......

وعندما فتحت خزانة مكتبي وجدت في أدراج مكتبتي صورا معطرة لمئات الرسائل....

كانت تسكنني وأسكن دفأها ...كانت زاهية الألوان رغم عمر الإرسال.....

كنت في الحلم مسافر،تشعرني حروفها بالبرد اللاسع...كلما أشعلت موقدا بادرتني حروفها بالسوط البارد....

لم تسمع لصرختي وأنا أغرق في الصمت الساري....كان شعرها طويلا طويلا كحيلا أسودا فخيما...  

الآن أصفر اللون،من الغرب شعيراتها جاءت،وأصبحت تنساني...

وحين عادت كانت ملامحي السمراء تنتظرها كقبلة مساء غروبية البهاء.. 

غادرت الشرق الجميل وقالت عيوني الخضراوات عليك ما إعتادت...  تخطت سمرة الطمي المعجون في جوف الأواني..

وتثاءبت ثم قالت لم تعد لحروفك جدوي في قاموس المعاني..

رحلت وتركتني في الصمت اللئيم، وغرقت في الليل البهيم...

........

مر الزمن ومرت بعده ازمان،وصدفة حكي الزمان ما كان منها وكان..     ...

لم تستطع أن تعود بشرتها سمراء، غمرها كلف الوجه وأمست لا بنية ولا شقراء....

إندثر الجمال وأصبحت قطعة من الرخام....حزنت لها في رؤية التمثال وقلت أكتب قصيدتي للناشئة وللوعاظ.

د.حمدي الجزار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق