" من مذكرات استاذ جامعي "
" ماذا تعرف عن الحب "
(ومن منا بلا قلب ، يامن إحترفتِ حرق القلوب)
عندما يقف المرء على شاطىء حياته ، وينظر إلى سابق أيامه ، ويراجع خطوات حياته ، يسمع من داخله من يريد أن يقدم عن سابق الأيام كشف حساب ، وماذا فعلت أنا مع الأيام ؟ وماذا فعلت الأيام معي؟ ، وهل كانت حياتي أيام ومضت أم كانت أحلام تحقق منها الكثير ؟ ، ولم يتحقق فيها الكثير ، وإلى أين وصلت؟ ، وهل الحب كان دافعاً لكي أسير إلى الأمام أم كان يشدني إلى الخلف؟ ، العاقل هو من جعل من حبه قوة دفع وليس مبرر إحباط ، عندما كنا نسمع سيدة الغناء العربي المغفور لها بإذن الله أم كلثوم وهي تشدو "القلب يعشق كل جميل" كنا نقول أحقاً هذا ، وعندما كنا نعيش في أحضان الشعر والأدب العربي كنا نستمتع ، وكنا نهتف بالإسم الأعظم " الله " ، فتعلمنا أن الحب هو يصنع العظماء داخل التاريخ ، وكل من فشل وكان عذره الحب هو لم يعيش الحب حقيقةً ، فالحب لا يعرف الفشل في الحياة وهكذا تأكدنا عندما نحن عشناه ، ولكن للفشل أسبابه الأخرى ، والشعر والاغاني وقبل كل هذا "القرآن الكريم" ومن عظماء القراء هو المسئول الأول عن تشكيل الوجدان عند جيلنا ، كنا نتبارى بيننا على تقليد المرحوم بإذن الله الشيخ عبد الباسط عبد الصمد أو المرحوم مصطفى إسماعيل أو المرحوم الشيخ محمد رفعت ، كانت حياتنا غنية بمثل هؤلاء ، كنا تقرأ للمرحومين بإذن الله أحمد بك شوقي وحافظ إبراهيم ويحيى حقي ، ويوسف إدريس ومحمود عباس العقاد وطه حسين وغيرهم ممن أثرى حياتنا الثقافية ، وساهم في تشكليل الوجدان عند جيلنا ، والدين هو مكوناً طبيعياً في داخل كل نفس ، وهو الذى حدد لنا المساحة المسموح بها للمتعة ، ونجح في بيان هذا لنا ، وأصبح الشعر والأدب حتى الغناء ملاعب المتعة التى تدفع إلى الأمام ، وتعلمنا أن القلوب قدس أقداس لا تقترب منها إلا بحقها ، فإذا إحترق عند أحد القلب لن يعد يشعر بألاخرين فلا نحاول أن نفعلها ، ولا نكون سبباً لها لانها كبيرة ولا تُنسى ، كان المرحوم بإذن الله محمد عبد الوهاب يومها يوقعنا في مشكلة وحيرة عندما نسمعه يغني ويقول "قالولى هان الود عليه ونسيك وساب قلبك وحداني" ، كنا نقول كيف هان الود عليه ثم كيف نسيي وساب القلب وحداني ، والمرحومه أم كلثوم كانت تحيرنا عندما تقول "عايزنا نرجع زى زمان قول للزمان إرجع يازمان" ، ثم تطلب أربعة مستحيلات رغم القول أن المستحيلات ثلاثة ، فهى تطلب "قلب لا دأب" "ولا حب" "ولا إنجرح" "ولا شاف حرمان" ، ونسأل أنفسنا كيف؟؟ يكون هذا ، وهل في الدنيا قلب لا داب ولا حب ولا إنجرح ولا شاف حرمان ، ما هذا الزمان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق