( تطلع علينا مئات القنوات الفضائية منها التي تمثل دولاً بعينها . ومنها من تمثل شيوخاً بعينها ومنها من تمثل طوائف بعينها . ومنها تمثل أحزاباً بعينها . وجميعها مجتمعة تتحدث عن الإسلام من الجانب الذي يعجبها . والحديث عن الإسلام حديث ذو شجون فهو من السَّعة والعمق ما يتهيأ للبعض الخوض في لُججه وغماره حتى أن الجاهل قد يصدق من الغثّ الذي وضعه الأفّاكون مالا يقبله العقل السليم .وإن العاقل يبحث دوماً عن السمين لأن الفائدة كل الفائدة فيه . وإن البعض يصور لنا الكون وكأنه مؤسسة يديرها بعض الأولياء . وان المجرات يديرها شخص هيأته الأقدار أن يمتلك من الخوارق مالا يقبله أضعف عقل يؤمن أن ( لله ملك السموات والأرض) والبعض يوحي لنا الجانب المظلم من التهديد والوعيد لمن أشرك بالله ولا يذكر مطلقاً عفو الله ورحمته وأنه يغفر الذنوب جميعاً . ومنهم من يفسر الآيات البينات التي تأخذ صفة الديمومة في توجيه الأمة إلى أن شخصاُ بعينه هو المعني في كل ما يتعلق بتوجيه الأمة . يريدون تأليه أشخاص قد يكونوا أولياء الله الصالحين لكنهم ماتوا وباتوا عند ربهم ولا علاقة لهم بأضرحتهم سوى الدود والبِلى . الذي ينبغي أن نؤمن به هو أن الله تعالى أكرمنا برسالةٍ ما فرطنا في الكتاب من شيء . اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا . ولا تزر وازرة وزر أخرى . وألّيس للإنسان إلا ما سعى . والنيات لا يعلمها إلا الله . وكلكم يدخل الجنة إلا من أبَى . وأن الوجه الرحيم في الإسلام أعظم من الوجه القاسي في العذاب وغيره . وكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته . وأن هدى الله هو الهدى . وربك الغفور ذو الرحمة . إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر الذنوب جميعاً فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً .) بقلم : ( وصفي المشهراوي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق