سأظل أنا
جاسم محمد الدوري
سيكون لي موعد معك
كي أسابق ظلي المجنون
وأختبر ذاكرتي البالية
بعد كل هذا العمر
هل ما زالت مخضرة
كما عهدتها من قبل
أم ان خريفها
استشعر الخوف
وخلع عنها جلبابها القديم
وأضاع كل شيء
لكن عقلي الباطن
ما زال عالقا فيها
مثل فراشة ملونة
تحوم حول الحقول
ما زلت أحن بشوق
لتلك الليالي
رغم ان مواعيدها
كانت مؤجلة دوما
وأنا معلق
انتظر بلهفة ساعة اللقاء
وما بين اليأس والرجاء
يظل الوقت حاجزا بيننا
فيكون سيد الموقف
لكني اتبعثر بالحنين
كلما تغيبين عني
وأعود منتشيا
عندما اسمع صوتك
وهو يلهج بحروف أسمي
فتسكرني ابجدية الحروف
وهي تنثال هادرة
من بين شفتيك بلحنها
فأحس بوجدك
يبعثر وجودي
وأنا الملم بقايا حروفي
قبل ان ينفرط عقدها
وتعلن الحروف حربها
فلا شيء احب عندي منها
وانا ارآها ترقص فرحا
بعرس كان واخواتها
واعلمي يا أنت سامحك الله
ان الحج بدونك حرام
وان الصلاة بمحراب عينيك
صار لي غرام
وأنا لم استبدل حبك
إلا بالسجود والقيام
وانت هل ما زلت
على العهد بيننا
ام غرك البهرج الخداع
فارتضيت لنفسك هذا المقام
فلن يطول الوقت
قد تخسرين الكثير... الكثير
ورغم هذا
انت حرة في الأختيار
حتى وأن
اطفأت نار وجدك
بكل هذا الأقتدار
سأقف انا امامك
ولن اكون
مجرد رقم بين الأرقام
بل سأكون كما اشتهي
أشير بأصابعي
فتتبعني الأقمار
وأومئ برأسي للغيمة
فتجيء محملة بالأمطار
وللفراشات بأن تنث عطرها
فوق كل الأزهار
ورغم كل هذا
تظل الحروف بيدي
متقدة بقوافي الأشعار
اعزفها لحنا خالدا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق