♠ ♠ ♠ ♠ القصة الفصيرة ♠ ♠ ♠ ♠
♠ ♠ ♠ الصراحة والمصارحة♠ ♠ ♠
♠ ♠ إعترضته وهو يهمُ بركوب سيارته ، بعد يوم عملٍ ليس بالشاق ، ولكنه مزدحم وهي صغيرة السن جميلة الشكل ، ثم قالت له: قرأتُ يا دكتور ما كتبتهُ في جريدة الحياة اللندنية عن الصراحة ، قال لها: أنا كتبتُ عن المصارحة وليس عن الصراحة ، قالت: هل الصراحة راحة ؟ قال لها: ليست دائماً هي راحة ، فالصراحة قد تكون راحة ، وقد تسبب عدم الراحة ، وقد تكونُ حماقة ، وقد تكون بجاحة ، وقد تكون وقاحة ، قالت: ما الفرق بين البجاحة والوقاحة ؟ قال لها: كالفرق بين الماء وهو سائل والماء وهو ثلج ، وليس في كل وقت يفضل أستخدام منطق أن الصراحة راحة ، فقالت: لو قلت لك مثلاً: أستاذي بصراحة أنا أُحبك ما قولِك هل هذه صراحة ؟ ضحك بهدوء وقال لها: مستحيل قالت: فالنفرض، قال لها: أنا لا أفرض مستحيلاً ، فالحب ياصغيرتي هو يُشبَهْ بالفاكهة ، قالت له: فسر لي المعنى أستاذي ، قال لها: الحب في العمر من 25 الى 35 يشبه الكريز ، طعم جميل ويستخدم عادة في تزين كل الحلويات ويُضع على عرش من الكريم شانتيه الأبيض فيعطي جمالاً للعين ، والحب من 35 إلى 45 يشبه فاكهة الأناناس أيضا الطعم جميل قطع كان أو عصير ، ثم به أيضا تزين التورتات والحلويات ، والحب من 45 إلى 55 له طعم الفراولة قد تكون كبيرة وزاهية ولكن ليس لها طعمها عندما كانت صغيرة وهذا الفرق جوهري ، أما الحب بعد سن ال 55 فيكون له طعم البطيخ ، لا يؤكل إلا في وقت معين وهو الصيف ، ولا يؤكل إلا مثلجاً ، ونحن ياصغيرتي الأن أصبحنا فاكهة مختلفة الطعم فضحكت ، وقالت: ولكن الحب لا يعرف عمراً هكذا تعلمنا منك ، فقال لها وهو يبتسم هذه حقيقة فالحب خلق مع خلق الإنسان ، ويرحل من الدنيا مع رحيل الإنسان ، ولكن هناك كلام قد يكتب في الروايات يا صغيرتي ، أما الحياة وقوانينها فلها في هذا الأمر القول الفصل ، والعاقل هو من يحترم الحياة وقوانينها حتى يسعد نفسه ويسعد معه الأخرين ، فقالت: دائماً أنت أستاذ عندك تفسيراً للأشياء التي يعتقد البعض أنها لا تُفسر ، قال لها: ياصغيرتي هي خبرةُ الأيام والسنين ولا يستطيع عاقل تجاهلها ، وإذا تجاهلها الإنسان فسوف تضحك عليه الأيام ، وأهٍ من الأيام لو كشرت عن أنيابِها ، وظن الغير عاقل أنها تضحك.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق