الإهداء :
ربّما من طرافة الأشياء هو إسمي الذي يؤرقني ! نعم ، يؤرّقني ألاّ أجد له في اللّغة اشتقاقا أو معنى . بالإضافة إلى ما يعتريه من قِدَمٍ و إبلاء فيوشك أن ينقرض ، حتّى أغاثَتْنِي .. فأحبَبْتُه .
فإليها .. تلك الّتي فيّ ( .... )
بحضورها السّرمدي
و سَليلة الخَلْق الأوّلِ .. أُهدي هذه القصيدة
🍁أخيرا ، اسْتُجْلِيَ إسمي!!🍁
.. في البداية ،
اُكتبيه سؤالا
يفتّش عن إجابة
نعم ، هكذا : " شاذلي ؟ "
فما شَاذْلِي؟
أُحْجِية
تبحث عن عرّابة
اُرْسُميه بارقَ اللّون ،
مُجَلَّى
على صحيفة عذريّة ،
غير مرتابة
اُتليه ،
مُبتهِلةً
و لَبِّي مُحْرِمة
و طُوفي من حوله عارية !
إلّا من لَبُوس التّقوى
و رِداء النّجوى
و المتابة
رتّليه ..
ثمّ تَبتَّلي
في الأحْرُفِ الخُماسيّة
و لكِ الأمن و المثابة
اُكتبيه ،
ثمّ تجرّدي
من ثِقْل القيود
و وِزْر الرّقابة
اُكتبيه ،
في هَدْأة النّفْس ،
و اقْرئيه
في قُنوت الهَمْس
و بين الضُّلوع سِعة
و في الصّدر وِسعٌ
و رَحابة
اُكتبي إسمي
و يكفي
و لا تُجِلِّي المُسَمَّى
و تُعْلِي ،
فلستُ نبيًّا ، أو حتّى وليَّا
و لا راهبًا أنا ، أو حَبْرا تقيَّا
و لا أُداني
صَحابة
و إن أبَيْتِ ،
لستُ أشْقَى .
فقط ،
هذا إسمي يَحكي عنّي
بالنّيابة
في " الشِّينِ "
شدْوُ شِعْري .. شَهْدُ حُلْمي
شَذَا رَوْضٍ
و غابة
و في " الأَلِف"
إلْفُ طبعي ، و أريجُ سَمْتي
و أسرارُ - اِقرَأْ -
قداسة أوّلِ حرفٍ تَجلَّى
فيه المعاني
هلّتْ مُهابة
و في " الذّالِ"
ذَوْبُ وَجْدي ، ذَوْدُ مُهَجي
ذُرَى وُدٍّ ، و ذُخْرُ وَلَهٍ
بِه صَبابة
و في" اللاّم "
لَوْحيَ المحفوظُ
إسمُكِ فيه
كلُّ الكتابة
و في " الياء "
يَمامٌ مطوّق ، و يمينٌ للوفاء
و اليَدٌ بريئة
لا مُسترابة
مرّة أخرى ،
اكتبي إسمي
استفهاما (؟) و اسْتِلْهاما
فلَكَم ضَجّتْ في الذّاكرة
جحافلُ الأسماء
تتقافزُ مثل الرّيح
أو ضَبابة
لا معاني ، لا مَغازي
خَواءُ الصّحارَى
و قفرُ البراري
مواطنُ العُقم
قواحلٌ بها هَجانة
و فيها غَرابة
كم عَزّت الأسماء
ذات الدِّلالة
بِنَفْحِ التُّراث
و عَبَق الأجداد
و عِطر الإحالة
تَسكُنها النّخوة
تَحْدوها النّشوة
يَلْبسها التاريخ
تُذْكِيها الحروف
يُنيرُها الأثَرْ ، تُضيئُها السِّيَرْ
تَعْروها مَهابة
بعض الأَسامي ، تيجانُ عِزٍّ
و أخرى في سمع الزّمانِ
مُجرَّدْ دُعابة
أيا صادحة بِاسْمِي
اُكتبيه رَسْما و سَمّي
فلن يُثَنِّي لكِ الدّهرُ
عَراقةَ إسمي
مِنْ قَبل أن تُدركي
عصر الكتابة
هو عميق فيك ..
مِن قبل أن تعرفي
فنّ الخَطابة
زُلْفى منكِ ..
و أدنى إليكِ
من أيّ قرابة
اُكتبيه جرأة
ما دامت الحياة فينا
لذّاتُها مُستطابة
و إن نَأَيْتُ ،
و حطّ الموتُ
من تحتي رِكابَهْ
فانْحَتِيه قاتمَ اللّون
فوق صفيحة رُخامٍ
- الشّاذُليُّ -
هكذا مُسَجَّى
بالألِف و اللاّمِ و الشّكل مُحلّى
واسْكُبي العَينَ
ثم رتِّليه
في خشوع و إنابة
يَبلُغْكِ صدايَ
نَايًا حزينا ،
من تحت الثرى
و جرحَ كمانٍ
و أنينَ ربابة .
كنتُ بالأمس أشكو
في الإسم شُذوذا
و شُحّا في المعاني
و قَحطا في المقاصد
و إجحافا و صَلابة
و اليومَ ، بِجُودِكِ
آلَ إسمي
سَخيّا ، مثل غَيْمة
أو سَحابة
حين ناداني صوتُك صباحا
و دَوَّى في الرّواق نديّا
ماحِيًا كلَّ رَتابة
" شادْلي شادْلي .. يا شادْلي "
أحسستُ كأنّ إسمي
نغمٌ يَسيلُ
صَهْباءَ على الثّغر مُذابة
و لو لا أنّي بَيْنَ عُذّالي
لصحتُ و لا أُبالي
لبّيكِ لبّيكِ
ثُمّ لبّيكِ
حُسن إجابة
على يديك
اسْتُجْليَ إسمي ..
فشكرا للنّداء
رَفع عن إسمي حِجابه
ما عاد إسمي لُغْزا
تائها يطلبْ هويّة ،
بفضلك الآن تجلّت
فيه كل الإجابة
يشرّفني أن يكون إسمي
حضارةً لا يَبِيدُ ذِكرُها
وسِيرةً " لأبي الحَسَنِ "
يفوح أَرِيجُها
كما تُشرِّفُ السِّقايةُ
اهلَ البَيت و الحِجابة
قد يَعلو السّميُّ بِفَخْر إسمه
و هو الفَتى ،
و رَجُلُ القوم بِسُوئه يسفل
مثل ذُبابة
و كَمْ يَشينُها عظائمَ الأُمور
حقيرُها
كالقائم على نُسْكه
يُفسده خَبَثُ الجَنابة
و كذا صوم الدّهر ،
يُبطله من الماء
قَدْر رُضابة .
الأستاذ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق