قصة قصيرة
(بعنوان سفر الحنين )
بقلم / ياسر ابراهيم الفحل
🦃🦃🦃🦃🦃🦃🦃🦃🦃🦃
على ضفاف النيل بيوت كثيرة من طمى النيل . بسيطة كبساطة أهلها . طيبة كطيب نهر النيل . عذبة كعذب أخلاقهم .
كيف يختلف أهلها عن النيل ومائة جرى فى دمائهم ونبت منة لحمهم وعظمهم .
يجرى على ضفافة الصبيان يقذف بعضهم بعضا فى مياهة العذبة . فهم تعودو ا علية منذ صغرهم يسبحون فى مياهة وهاهم يشتاقون إلى عذب مائة . حتى يلامس أجسادهم فيرطبها كما يرطب أرواحهم .
هذا النهر العذب يجرى من مجراة فى أراضى كثيرة . ولكنة يستقر فى حضن أمة .هذة هى نهاية نهر يسافر سفر الحنين .
بيوت الطمى تتكاثر على ضفاف النيل كأنها وسام ووشاح يتوشح بها أهلها الطيبين .
النحيل الأخضر يزين الشطئان . ويزين بيوت المصريين فمنها تصنع وسائدهم ومنها تسقف بيوتهم
يخرجون كل يوم إلى حقولهم ليصبوا عرق جهدهم فى أرضهم الطيبة. فيسقون زرعهم بمياهة العذبة . وينتظرون الخير الذى يعود عليهم .
هم من حرارة الشمس يقذفون أنفسهم فى مياهة. الباردة كمشتاق مسافر بعيدا عنة فلما عاد رمى نفسة الية يرطب جسدة الملتهب بحرارة الشمس الحارقة . وكأنهم سافروا إلية سفر الحنين .
هذاالنهر يجرى على أطراف القرية . يسير الأطفال كل يوم طريق طويل حتى يذهبوا إلى مدرستهم . هى فى الضفة الأخرى من الشاطئ .
يحملهم النيل ذهابا وإيابا كأنة أم تحمل أطفالها فى حنانها. هم يعودون إلية وهو يعود اليهم بسفر الحنين فى تناسق عجيب بين مياه النيل وبين أهلها الطيبن .
يحملهم على فلوكة السعادة هذا إسم المعدية أو السفينة التى تنقل الأطفال كل يوم إلى الشاطئ الآخر من الضفة .
يذهب الاطفال إلى المدرسة يجلسون فى فصول الدراسة .هى فصول كثيفة التلاميذ يلتصق بعضهم بعضا فى تألف و تناغم .
الدرس على السبورة يبدأ بسؤال
ماذا تعرف عن النيل ؟
التلاميذ بفطرتهم يقولون يا استاذ
أحدهم قال :- أعرف عن النيل أنة يحملنا كل يوم من والى المدرسة .
وقال الآخر:- يا أستاذ المياة أبى يسقى بها رزعنا وأرضنا الطيبة .
وقال الثالث :- يا أستاذ رأيت الأرض جافة مشققة فلما أتى النيل إلى الأرض كأنة الحبيب المشتاق الى حبيبة . وبعدها تخضر الارض وتزدهر .
وها هو تلميذ يقول يا استاذنا سمعت عبد الوهاب في المذياع يغنى للنيل .
ثم بادرهم الاستاذ قائلا :-
هل النيل مهم لكم ؟
هنا قال التلميذ فمن يحملنا. ومن يسقينا ومن ينبت زرعنا . ومن يروى دمنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق