نص بعنوان/ أبي و النسيان
سلم علي و في نظراته ألف سؤال و سؤال
قال من تكونين
قلت ابنتك
قال تبارك الرحمان
لماذا غبت عني ما يزيد عن العام
قلت أبي لم أغب لقد كنت هنا من أيام
قال بل كنت هنا عند دفن أختك و قد مر العام
ذكرته أنه مر شهر و أيام
تجاهل كلامي و نام
استيقظ لينادي علي بالاسم
يسألني عن أحوالي
عن عملي و كل أموري
يقبل يدي بحنان
الآن تذكر من أكون
إمتلأت عيناي بالدموع
هربت من نظراته
لا أريده أن يحزن لحزني
فأبي قوي الانتباه و الاهتمام
إحساسه عال يقرأ تعابيرك قبل الكلام
قال هل أذن المؤذن للصلاة
خذيني لأصلي
أخذت بيده نخطو الخطوة ببطء
ما أضعفنا نحن بني الإنسان
و تبا لمرض يجعلك تنسى فلذات أكبادك
تنظر إليهم بإستغراب
صلى و نادى علي
قال تعالي غطيني لأغفو قليلا فقد أتعبني هذا الزمان
أتعبني الجلوس في نفس المكان
أبي ينسى فلذات أكباده لكنه لم ينس الذكر و الصلاة و ترديد القرآن
أين ذاك الأسد الذي كانت خطواته رهبة و اطمئنان
الذي كان يزأر تهتز لزئيره الأركان
أين ذاك الذي كان لا ترهبه ظلمة و لا صقيع المكان
أنهكه المرض و الزهايمر أضاف للطين بلة أغرقنا في وحل الزمان و المكان
حفظك الله أبي
ستظل ذاك الأسد المغوار
الذي تعرفه رمال الصحراء
لايهاب الظروف و لا الاهوال
شهم أبي و كله رحمة و عرفان
حفظك الله أبي فوجودك بيننا الأمن و الأمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق