الثلاثاء، 17 أغسطس 2021

أرى الأنثى بلا سبب تهان ... بقلم الشاعر محمد الفاطمي

 أرى الأنثى بلا سببٍ تهانُ

لم الأنثى يُقاومُــــــها الذّكورُ***ونحنُ على الرّحى دوماً ندورُ؟

أليستْ نصفنا جسداً وروحاً؟***لـــــــــــماذا يستبدّ بنا الغرور؟

نعنّفها ونطــــمعُ في هواها***وسوءُ الفعل يعقـــــــــــبُهُ النّفورُ

فلا التّأنيثُ ضعفٌ في النّساء***ولا الذّكرانُ كلّهمُ الصّـــــــقورُ

فكنْ دوماً مع الأنثى لطيفاً***فإنّ اللّطــــــــــفَ يتبعُهُ السّــرورُ

////

نحبُّ البربريّةَ في الرّجال***ونفخرُ بالــــــــتّعالي في الخصـالِ

ونعتقدُ اعتقاداً ظلّ وهماً***بأنّ العنفَ مفـــــــــــــــخرةُ الرجالِ

وهذا في الحقيقة سوءُ فهمٍ***ترسّخَ في العقــــــــولِ لدى البغالِ

تأمّلْ حالنا سترى شــــعوباً***من الغوغاءِ تعْبــــــــثُ بالخـلالِ

تربّتْ في بيوتِ الظّلم ليلاً***على قيمٍ حوتْ ســــــــوءَ الفـعالِ

////

لمَا الأنثى تهانُ بلا سببْ؟***لماذا يســــــــــتخفُّ بها العـــربْ؟

يسيئُ إلى كرامتها رجالٌ***تربّوا كالوحـــــوشِ على الغـضبْ

ويُحرمُها الأقارب حقّ إرثٍ***لأنّ الجهلَ كانَ هو السّــــــــببْ

وتُمنعُ من تعلّمِها وتبْقى***أســـــــــــــــيرةَ بيتها ترْجو الهـربْ

وليستْ في الحقوقِ كما اللّواتي***بمُجتمع التّحـــــضّرِ والأدبْ

////

أرى الأنثى بلا سبب تهانُ***ويؤذيها الـــــــــتّحـــرّشُ واللّسانُ

تعاملُ في البيوت بلا احترامٍ***كخادمةٍ يلاحقُــــــــــها الــهوانُ

وتُضرَبُ إن أبتْ أنْ تستجيبَ***وتتّهمُ انتقـــــــــــــاماً أو تهـانُ

وإن هرمتْ كأمٍّ أهْــــملوها***وشرّدها بقـــــــــسْوته الزّمــــانُ

وما الأنثى سوى أمٌّ وزوجٌ***وأختٌ في شريعتنا تـــــــــــصانُ

////

أحبّ بـــــنيّتي حبّا جميلا***وأسعد حين تمنحـــــني الجـــــميلا

أحسّ بأنّها سكنت فؤادي***بحبّ في القــــــــلوب غدا جلــــيلا

حياة بنيّتي أحيت حياتي***فكانت زهرة فاحت عـــــــــــــــليلا

تزوّجت القرنفلة اختيارا***وكان زواجــــــــــــــها فعلا أصيلا

وشرّفت الأقارب والأهالي***لأنّ وفاءها ابتكر السّــــــــــــبيلا

////

سألت الله ربّ العالمــــينا***معاقبــــــــة الرّجال الظّالمـــينـــــا

يسومون النّساء أذى وخسفا***وشرّ النّاس من أضحـــــى لعينا

ألمّا تعلموا أنّا ابــــــــــتلينا***بداء المـــــــــــشركين المارقـينا؟

فصــــــرنا أمّة من دون دين***لأنّ الدّين ينهى المســــــــلميـنا

ركبنا كلّ فعل مستــــــطير***وشيطننا التّـــــــخلّف أجمعـــــينا

////

دعوني أسأل العقلاء علما***ومن حازوا الهدى وعيا وفهــمـــا

لماذا حول أنفســـــنا ندور؟***وهل هجر الهدى كيــــــفا وكمّا؟

أليس الفاسدون هم الذّكور؟***ولو نطق الزّمان لـــصار حكمــا

نغالط في الحقائق دون فقه***وندلي بالذي قد ظلّ وهــــــــمـــا

ونتّهم الأنوثة بالتّـــــــدنّي***ونحن السّاقــــــطون هدى وعلمــا

محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق