يسأل "النوري" ابنتيْه عن آخر الترتيبات في جهاز العروس وعن رأييهما في المنزل الجديد: لقد جعل من منزله الفسيح حاضنة لمنزلين جديديْن حيث ستقطن كريمتاه بعد الزواج . وهاهم الآن يستعدون لزفاف عزيزته سعاد .لا أحد يعلم كم يعز عليه فراق سعاد ! هذه الفتاة الصّبوح التي عانت كثيرا وهي ترى والدتها تذوب كالشمعة يوما بعد يوم .الفتاة التي ضحت بدراستها أيام البكالوريا لتعتنيَ بأمّها المنكوبة ليلا نهارا، هذه البنت الصالحة التي رفضت تواجد الخدم وآثرت على نفسها لتكون ممرضة والدتها وحاضنة أختها وراعية أبيها الى آخر رمق.
لقد ضفرت سعاد من رضا النفس و طيبة القلب ما جعلها تتحوز ما يرضاه كل زوج في زوجته .
سعاد ، أول العنقود هي فتاة ناهزت العشرين ، هيفاء القدّ شعرها أسود صبط يشارف الخصر، عيناها سوداوان .أنفها دقيق وفمها رقيق .أخذت عن أمّها نظارة البشرة وعن أبيها بسمة العيون ونبرة الحديث . خوّل لها المعدل أن تكون من أصحاب الشعب الجامعية القصيرة . يعلم النوري أن سعاد جوهرة نقيّة وأنه لن يهنأ له بال إلا اذا تزوجت ممن يرضاه ولن يكون غير "المنذر " -ابن اخته " حليمه "-المتعلم والمؤدب .
ص10 يتبع........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق