وَدَّعتُ ليلايَ
................
ودَّعتُ ليلايَ حَتَّى يَدنُوَ الأجَلُ
فقد بُليتُ بِعِشقٍ ما بِهِ أمَلُ
فالموتُ أَهوَنُ من دَمعِ الرجالِ على
مَن تَلحَقُ الرَّكبَ حينَ الرَّكبُ يرتَحِلُ
يومَ الفراقَ الذي ما زالَ يُرهِقُني
كانَ الوداع الذي تُدمَى لهُ المُقَلُ
أَبكي وَتَبكي وَتَبكينا صديقَتُها
والدَّمعُ مِن صاحِبي ماانفكَّ ينهَمِلُ
فقالَ لي صاحبي لَمَّا رأى أَلَمي:
وَيلي مٕنَ العشقِ كم أدماكَ يارَجُلُ
يا صاحِ كلُّ الذي تلقاهُ أعرِفُهُ
يا صاحِ لولا الهوى ما أَطَّت الإبِلُ
الحِبُّ أَوَّلَه حلوٌ وَأوْسَطُهُ
مُرٌ وآخِرُهُ تُستَنفَرُ العِلَلُ
يا صاحِ.. أهلُ الهوى.. دانٍ..وَمُغتَرِبٌ
والخِلٌُ ناءٍ وَمَفصولٌ وَمُتَّصِلُ
فقلتُ: يا صاحبي كُفَّ الملامَ ففي
صدري لهيبٌ... وما ينفكُّ يأتَكِلُ
كأنَّني حينما فارقتُها وَلَدٌ
أَضحى (عَجِيَّاً) غزا أطرافَهُ الهَزَلُ
لا أُمَّهُ حيَّةٌ تأتي لِتَطعِمَهُ
ولا أباهُ درى في أنَّهُ هَمِلُ
حادَثتُها سَكَتَت لامَستُها رَجَفَت
فانتابَني نَدَمٌ وانتابَها خَجَلُ
مثلُ اللآليء هلَّت دمعَها وَبَكَت
تمازَجَ الكُحلُ والياقوتُ والعسلُ
عَبَرتُ ما عَبَرَت.. لٰكِنَّها ..... عَبَرَت
مِن عينِها عِبَرَاً.. يَعبوبُها عَجِلُ
قالَت وقد لملمَت أطرافَ بُرقِعِهَا:
(أبا مُظَفَّر في هجرانِكَ،،، الأجَلُ)
..........................
أبو مظفر العموري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق