الأحد، 22 أغسطس 2021

النفس و الضمير ...بقلم الأديب سمير حمودة

 ............( النفس والضمير... ومدى العلاقه والتأثير )............

فى المقال السابق تحدثنا عن قطفتين من قطوف الانسان وهما .

..........................(  الروح والجسد  )..........................

واليوم نتحدث عن القطفة الثالثه وهى النفس وتابعها وهو الضمير... فلنجعلهم قطفة واحده فمصيرهم واحد ..كإنسان وظله اينما يوجد الإنسان يوجد معه ضميره...أما متيفظ ومؤثر...وأما مخبئ وليس له اية تأثير .... 

أولا ( النفس )... هى المنوطة بالتكليف وهى العنوان الحقيقى للذات عند ربه ..فالله يناديها فى محكم آياته ..بعد الاستعاذه والبسمله يقول كل نفس ذائقة الموت ....وفى اية آخرى يناديها ...ياأيتها النفس المطمئنة ارجعى الى ربك راضية مرضيه فأدحلى فى عبادى وادخلى جنتى....صدق الله العظيم وفى سورة أخرى ...ونفس ومأسواها ف ألهمها فجورها وتقواها.. قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها  

صدق الله العظيم....وهناك آيات كثيره يتحدث الله مع النفس إشارة لصاحبها ..نستخلص من ذلك أن النفس هى التى ستدخل الجنه وعليها لباس من هيئه لأنعلمها.... الله وحده هو الذى يعلمها..وهى التى تتعذب فى النار وعليها لباس من الجلد يعلم الله ماهيته ..مصداقا لقوله فى أهل النار اعاذنا الله وإياكم منها..بعد الاستعاذه والبسمله..يتحدث ويقول.. ( فاذا نضجت جلودهم بدلناهم بجلود غيرها ليذوقوا العذاب .) صدق الله العظيم ..إذا النفس هى مناط التكليف للإنسان أما الروح فتعود لبارئها كما هى لايدنسها شيئ وأما الجسد فى الدنيا فهو لباس لها يفنى بعد خروج الروح منه ..ويوم البعث يبعث بثياب أخرى لانعلمها .....الله وحده يعلمها فهو مبدعها ومنشئها  ...

والنفس ثلاث درجات ....

(1) النفس المطمئنة..وهى التى أقسم بها الله ووعدها بالرضا والجنه

وهى دائما تخشى الله وتحث صاحبها على فعل الخيرات دائما وابدأ 

مخافة من النار والجحيم  وطمعا فى الجنة والنعيم ... ..............................................................................\\\

( 2 ) واما النفس اللوامه.. التى تلوم صاحبها على قلة الاستزاده من الخير.وتلومه على فعل المنكرات والذنوب.حتى تتوب الى الله وترتقى لتصل إلى النفس المطمئنه..فيزول عنها الخوف وتلبسها السكينه 

..............................................................................\\\ (  3 )واما الأمارة بالسوء ..فهى النفس الظالمه التى تأمر صاحبها بفعل كل خطيئه وسوء..غير مباليه بالعواقب وان كانت وبال على صاحبها ..هى لاتشبع من الملذات وتغوص فى بحور الظلمات والذنوب

..............................................................................\\\

عندما يولد الإنسان يولد على الفطره التى فطر الله عليها الناس جميعا

 وهى فطرة طيبه بعدما أقسمت لله وهى مازالت ذر فى ظهر أبينا آدم وشهدت بوحدانية الله ..وتكون النفس وقتها صفحة بيضاء لم يكتب فيها لاخير ولاشر ..حتى إذا بلغ الحلم وبلغ ميقات الرشد وعلم الخير والشر يبدأ الملكان الكتابه أما له وأما عليه ..وتكون فتره سماح فيها الرحمه حتى إذا بلغ الأربعين من عمره وهو تمام الرشد يحاسب على كل صغيرة وكبيرة أما له وأما عليه ...

ومن الرحمه أن زرع الله فى كل نفس ضمير حى هو ميزان يفرق بين الحق والباطل على مراد الله فهو المعين لصاحبه فى معركته مع إبليس لعنة الله عليه ..أى أن الضمير فى مواجهة إبليس ووسوستة

والضمير لاعلم لنا بمكانه فى خريطة الإنسان لكنه يتبع العقل فهو مستشاره الأوحد ..ولكنه مستشاره بالنصح فقط وليس له القدره على التنفيذ ..واضرب مثل فى هذا...قاضى الجنايات يأخذ استشارة المفتى فى إعدام متهم ..لكن رأى المفتى هنا استشارى فقط..و ليس ملزم للقاضي.. فالقاضى يريد أن يتأكد لصواب حكمه ويجوز للقاضي أن يصر على تنفيذ الحكم حتى ولو رفض المفتى ...كذلك العقل مع الضمير يستشيره حتى يبرئ نفسه من الوقوع فى الذله....

واسوق مثال آخر للايضاح..لملوك الدنيا مستشارين وعلى رأسهم وزيره الأول يأخذ استشارته فى المهام الكبري..وهو رأى استشارى فقط...

لكن فى النهايه..الملك يفعل مايشاء حتى وإن كان ضد رأى الوزير المفضل لديه....

كذلك الأمر بالنسبة للضمير ..رأيه استشارى بالنصح ولايملك سلطة جبر صاحبه على تنفيذ هذا النصح .. وهناك من يستفيد بذاك الضمير فجعله رمانة الميزان له فى كل أموره فيقيه شرور نفسه ووسوستة اللعين.ومنهم من يراوغ ضميره.فيلبي نداء.. فيتبع هواه فيضله عن السبيل ..ومنهم من يدفع بضميره فى قاع نفسه ويدثر عليه بدثار المصلحه وقلة الحيله ويخنقه حتى يموت.فإن مات.ماتت معه الحصانه بموت خط الدفاع الأول لشرور نفسه وسيئات اعماله..حتى يصل إلى قول الله فيه..بعد الاستعاذه والبسمله ( وران على قلوبهم  ) ومعناها

أى أغلق على سواد قلبه ..فلايخرج منه الشر ولايدخل إليه الخير ...

وهذه سوء خاتمه ولعنه تصاحب صاحبها حتى يدخل القبر ويوم البعث..اعاذنا الله منها ومن شرورها ومن ختمتها ..فهذه هى اللعنه...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~\\\

والخلاصة اقول : ان الضمير هو أقرب صديق مخلص لك يحبك ويتمنى لك الخير والنجاه...إن احييته وقاك شرور نفسك...وإن أمته مات معه حائط صدك الأول. .فيتركك لنفسك حتى تهلكك فتكون من الخاسرين...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~\\\

قلت ما أعلم وبالله التوفيق ..فما كان من صواب فمن الله التوفيق ...

ومكان من خطأ أو سهو أو نسيان فمنى والشيطان والله منه براء ....

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~\\\

 ( تنويه) هذا المقال لم ينقل عن أهل التخصص ..إنما كل كلمة فيه اجتهاد شخصى .. ادعوا الله أن يرزقنى ثواب الاجتهاد ..ويغفر لى ذللى أن كنت أخطأت أو نسيت أو سهوت فى شيئ ما .......

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..كاتب المقال أخيكم الفقير لله 

............. سمير محمد يوسف ...الشهير ب (  سمير حموده  )

وإلى مقاله أخرى استودعكم الله ... الذى لاتضيع عنده الودائع

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~\\\

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق