" من مذكرات أستاذ جامعي"
"عندما تصبح الحياة عبارة عن بيع وشراء"
تعلمنا من الحياة أنه ليس معنى أنك تحمل بضاعة جيدة أن تبيع وتربح ، فهناك من يحمل بضاعة أقل من بضاعتك جودة ويبيع ويربح أكثر منكَ ، وذلك لانه تعلم كيف يخاطب الناس ويُجمل بضاعتهِ حتى يغري الجميع لشرائها ، كذلك الميديا من الخطورة بأنها تستطيع أن تُجمل القبيح وتُقبح الجميل ، وكما المهارة مع الترويج البضاعة فالميديا كذلك تُجمل بعض الأفكار الغير جيدة ، وتُقبح بعض الأفكار الأكثر جوده ، والغريب أنها تُخاطب الفئات الأقل قدرة ذهنية على الإختيار ، مما يجعلك ترى في الشارع الغريب من الملابس والسلوكيات التي تفتقر للجمال ، ولكن رُوج لها بطريقة أدت إلى كثرة الإقبال عليها ، فتتعود العيون على القُبح وتألفه ، وكذلك الأفكار المراد الترويج لها والتعود عليها ، والتاجر الشاطر هو من يملك القدرة على أن يقنع من أمامه بجودة بضاعته ، جيدة كانت أو أقل جودة ، لذلك أعتقد أن بعض الإسلاميين في كثير من بلادنا العربية ، قد تأثروا بالتاجر الشاطر الذي أقنعهم بالخراب العربي ، مع الإغراء بمسمى الربيع العربي ، فدمرت البلاد وشُردت العباد ونشروا الخوف بين خلق الله الآمنين ، بدعوة أنهم أوصياء على هذا الدين ، ويدعون أنهم قد بعثهم الله سبحانه وتعالى الذي هو (رب السلام والأمان لكل الناس المؤمن منهم به والكافر) ، لكي يساعدونه "سبحانه وتعالى علواً كبيرة" في فرض دينه على خلقه ، وهو القائل أنه بقدرته (خلقهم مختلفين) فلا إكراه في الدين ، ومن شاء يؤمن ومن شاء غير ذلك فالحياة بيده هو ، وليس بيد جهله بمراده سبحانه جل جلاله ومدعين العلم ، ورأينا كذلك سلوكاً بعيداً عن صحيح الإسلام الحنيف دين السلام ودين المسالمين لمن سالمهم ، وتعلمنا أن المسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده (قالها ﷺ) ، كان هذا المسالم على دين الإسلام أو على غير دين الإسلام ، ومن لم يسلم الناس من لسانه ويده فهو غير مسلم كان على ملة الإسلام أو كان على غيره من الملل ، فالعبرة أن يسلم الناس وليس العبره بملة الدين "هذا الكلام يدرس في الأزهر الشريف" لمن يعتقد أنه يفهم ما لا يفهمه العلماء ، إما بسبب جهله أو تعصبه لملة دين لا يحتاج إلى متعصبين له " قيل للفيلسوف الفرنسي جاروي ما دفعك لإعتناق الإسلام والمسلمين حالهم لا يشجع ، قال الإسلام دين له قوة دفع ذاتية وهو ليس في حاجه لأحد ليزينه للناس ، وأنا قرأت عن الإسلام من دون أن أنظر لمن إعتنقه" ، وهكذا إقتنع الناس أخيراً بأنه ليس كل من له ذقن طويله وزبيبه صلاة كبيرة ، وبلا علم أو محدود العلم ويخرج على الناس ويتكلم بكلام قد ينفر الناس منه ومما يقوله ويعتنقه أيضاً ، والعجيب أن هؤلاء يخرجون علينا في كل مراحل التاريخ ، وبدايتهم أيام الإمام علي بن أبي طالب (وحريه مع الخوارج) وظلوا يتناقلون في التاريخ حتى الأن ، وهذا قول إبن سينا "بُلينا بقومٍ يظنون أن الله لم يهدِ سواهم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق