الأحد، 30 أكتوبر 2022

واحدة من الحقائق....بقلم الأديب د.محمد موسى

 آخر الكلام ...


"واحدة من الحقائق"


       لما وصل عقل الإنسان إلى حقيقة واضحة ، ولكن يغفل عنها البعض إما متجاهلاً لها أو جاهلاً بها ، هذا الحقيقة أننا جميعاً ضيوف في ملك ليس ملكنا ، وفي حياة لم نعد نحن لها ، فالملك هو ملك الله سبحانه وتعالى والحياة قد خلقها وأوجدها الله سبحانه وتعالى ، ومن العج العجاب أن يظن البعض أن الملك ملكه هو ، ويتصرف في هذه الحياة وكأنها خلقت له وحده ، ولم تخلق ليعيش فيها بعض الوقت هو وغيره ، فيظلم ظناً منه أن ظلمه هو عدله ، وينسى أنه يعيش في ملك غيره وصاحب هذا الملك العدل عنده غير عدله ، ولكنه لم يحترم لا الحياة ولا حقيقة العدل فيها مثله مثل غيره ، فينتهي به الأمر أنه يصبح من المفسدين ، ومن هنا حدث الصراع بين من فهموا لماذا جاءوا إلى الحياة فعمروها ، ولم يأتوا للدنيا ليخربوها ، وبين هؤلاء المفسدين في الحياة ، وأصبح لهؤلاء المفسدين في أرض الله أعوان ومن يزينون لهم الظلم ، فإذا هم يستمروا في ظلمهم ، ثم يأتي في النهاية قدر صاحب هذا الملك ، فيسكت الجميع ظالمين ومعاونيهم ، ويأخذ منهم حقوق العباد ، وفي دنيا الله وضع الله في ملكه قدرته وعدله ، فإذا وجد صراع بين جبهتين ، طال هذا الصراع أو قصر أمده ، فتأكد أن عدل الله في هذا الصراع ستكون نهايته هي أرادة الله ، لأن الصراع دائماً هو بين حق وباطل ، وهنا سيتحقق عدل الله في "ان الباطل كان زهوقا" ، فلا صراع بين حقان ولا صراع بين باطلان ، فصاحب هذا الملك قدر ودبر أن تكون الحياة لدوام الخير ، حتى لو رأيت الشر يتعملق بعض الوقت ، فتأكد أنه زائل لأن الشر ضد الحياة والحياة هبة الله لخلقه ، يحسنوا في حياة مؤقته ، لينعموا بعدها بحياة باقية ، "فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولايغرنك بالله الغرور".


ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق