**** نوموفوبيا ***
نظر شهريار إلى هاتفه الجوّال وقال:صندوق أصغر من حجم اليدّ،يمكّنك من طواف العالم في ثوان وكاتم أسرار،قصّة عشق وإدمان بينه وبين صاحبه ومُلازمه في كُلّ مكان، ينام معه ويُوقظه،وبه يقضي كُلّ حاجيّاته،وبقدر ما ساهم هذا في تقريب المسافات،بقدر ما ساهم في إغتراب النّاس!!.
قالت شهرزاد:الجوّال إدمان وإغتيال للأشواق واللّهفة،وخُرس إجتماعيّ داخل الأُسرة الواحدة،وعالم إفتراضيّ وتباعد في الأرواح والأجساد،ونوموُفوُبيا!!.
قال:وما النومُوفوبيا؟!
قالت:هو الخوف من فقدان الهاتف الذّكيّ أو نسيانه!!.
قال:أجهزة لوحيّة وهواتف ذكيّة،وتحوُّلٌ في العادات وملازمة للعالم الإفتراضي وطلاق مع الواقع وفجوة الإبتعاد،حتّى أصبح كُلٌ منّا يعيش في وحدة تامّة،وكُلٌّ له عالم خاص به!!.
قالت:تكنولوجيا الهواتف والألواح الذّكيّة والأنترنت ومواقع التّواصل الإجتماعيّ،أسهم من ناحية في ربط الصّلة بين النّاس في مُختلف أنحاء العالم حتّى أصبح العالم قرية صغيرة كما يقال،ولكن بلا روح،فهو مُجرّد عالم إفتراضي كثير الأقنعة من وراء شاشة صغيرة،وعالم مصاب بالكآبة والقلق الدّائم وإنعدام الثّقة،هذا إلى جانب ظاهرة النُومُوفُوبيا بما أنّ الهاتف أصبح قرين الإنسان!!!.
قال:وكيف نتخلّص من هذا الإدمان؟!.
قالت: أن تهجر قرينك متعمّدا لأيّام،عطلة رقميّة بعيدا عن التكنولوجيا وسمومها،أنت من يتحكّم فيه وليس هو،وإسترجع ذكريات ماض قريب بدون جوّال،وبدون إلتزام أو إدمان،فهل تستطيع ؟! ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق