الثلاثاء، 30 أغسطس 2022

ذاكرة و حنين ....بقلم الشاعر حسن المستيري

 ذاكرة و حنين


ها أنتَ ذا وحيدا

ماذا ستفعل في ليلكَ

الملتحف كحل عينيها

كيف ستقتل ماضيها فيك

كيف ستقتل صباك

و قلبكَ الجريح بعده

يخفق بين يديها

كيف ستقنعه

أنّ ما كان قد فات

و أنّ الحبّ بينكما 

قد مات

و حتّى إن لم يمت

وجب قتله

كي تستمرّ الحياة


وحيدا كنتُ

حين سكبتُ 

من بين أضلعي ماضيّ

جرعة فجرعة

و ارتشفته كفنجان قهوة

لأغرق في بحر الذّكريات

أغمضتُ أجفاني

أرخيتُ جسدي

دون أن أشعر 

بمرور الدّقائق و السّاعات


وحيدا كنتُ

حين استيقظ الطّفل بداخلي

و سألني عنها

أين خلاصة الأماني

أين نجمة القطب العالقة

بذاكرة السّفن و المواني

أين الوردة التّي زرعتَها

ذات يوم في جناني

أبعد كلّ هذه السّنين سألته

أمازلت تذكر

كيف لا و أنتَ 

بعدكَ غضّ لم تكبر

ثمّ من أيقظك أيّها الشّقيّ

أين هي قال

أين التي غزا عشقها الشّرايين

و القلبَ احتلّ

اختلفتْ الدّروب

و لا أدري ما الحلّ

كنتُ في سنّك

حين تركني الزّمان

على رصيف المحطّة 

وحيدا و رحل

كنتُ بالكاد تعلّمتُ

أن أرسم على وشاحها قلبا

لكنّ السّهم انفلت من يدي

شطر قلبي نصفين و اضمحل


نم أيّها الصّغير

و إيّاك أن تكبر

نم على طهر و براءة

نم على صدق و نقاء

فالحياة أضحت

أقسى و أخطر

و العشق أمسى أسطورة

في ذاكرة الأجيال تحفر

أين التي ذات عيد

علّمتني الحبّ

و شاركتني أولى خطواته

أين التي خطّتْ نبضي

و رسمتْ ضحكاته

أين التي زرعت 

بأناملها بذرة الشّعر الاولى


نم يا صغيري

و إيّاك أن تستفيق

فالقلب بات هشّا

ككوخ من القشّ

و ما عاد في الحبّ 

يحتمل أيّ حريق


بقلمي حسن المستيري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق