ذاكرة و حنين
ها أنتَ ذا وحيدا
ماذا ستفعل في ليلكَ
الملتحف كحل عينيها
كيف ستقتل ماضيها فيك
كيف ستقتل صباك
و قلبكَ الجريح بعده
يخفق بين يديها
كيف ستقنعه
أنّ ما كان قد فات
و أنّ الحبّ بينكما
قد مات
و حتّى إن لم يمت
وجب قتله
كي تستمرّ الحياة
وحيدا كنتُ
حين سكبتُ
من بين أضلعي ماضيّ
جرعة فجرعة
و ارتشفته كفنجان قهوة
لأغرق في بحر الذّكريات
أغمضتُ أجفاني
أرخيتُ جسدي
دون أن أشعر
بمرور الدّقائق و السّاعات
وحيدا كنتُ
حين استيقظ الطّفل بداخلي
و سألني عنها
أين خلاصة الأماني
أين نجمة القطب العالقة
بذاكرة السّفن و المواني
أين الوردة التّي زرعتَها
ذات يوم في جناني
أبعد كلّ هذه السّنين سألته
أمازلت تذكر
كيف لا و أنتَ
بعدكَ غضّ لم تكبر
ثمّ من أيقظك أيّها الشّقيّ
أين هي قال
أين التي غزا عشقها الشّرايين
و القلبَ احتلّ
اختلفتْ الدّروب
و لا أدري ما الحلّ
كنتُ في سنّك
حين تركني الزّمان
على رصيف المحطّة
وحيدا و رحل
كنتُ بالكاد تعلّمتُ
أن أرسم على وشاحها قلبا
لكنّ السّهم انفلت من يدي
شطر قلبي نصفين و اضمحل
نم أيّها الصّغير
و إيّاك أن تكبر
نم على طهر و براءة
نم على صدق و نقاء
فالحياة أضحت
أقسى و أخطر
و العشق أمسى أسطورة
في ذاكرة الأجيال تحفر
أين التي ذات عيد
علّمتني الحبّ
و شاركتني أولى خطواته
أين التي خطّتْ نبضي
و رسمتْ ضحكاته
أين التي زرعت
بأناملها بذرة الشّعر الاولى
نم يا صغيري
و إيّاك أن تستفيق
فالقلب بات هشّا
ككوخ من القشّ
و ما عاد في الحبّ
يحتمل أيّ حريق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق