عار علينا
ماذا عساهم يفعل الشعراءُ***وشعوبنا يقتادها العـــــــــــــــملاء؟
سقطت علينا في الحياة مهانة***وأذلّنا في الأمّةِ السّفــــــــــــهاءُ
فتهدّمت فوق الرؤوس بيوتنا***وتبوّلت فوق الورى الغـــــــوغاءُ
نمسي ونصبح كالرّقيق بأمّة***فيها العقول أصابها الإغـــــــــماءُ
لا خير في طول الجسوم وعرضها***إن لم يكن أصحابها حكماءُ
يا سوء ما وصلت إليه بلادنا***كثرت بها الآثام والضّــــــوضاءُ
وتعطّلت أذهاننا بتخــــــلّف***قد خطّــــــــــــطت لفساده الدّهماءُ
أمّا المدارس فالكساد أصابها***وبها التّـــــــــــعلّم شلّه الجهــــلاءُ
عار علــينـــــا أن نمــثّل أمّـــــة***تاريخـــها قد شاده العظــــماءُ
أرسى دعائمها الكــتاب وقادها***أسيادنا الأحـرار والــشّـــرفـــاء
أولم تر الآثار تنطق جــــــهرة***بتقدّم والمكتبات ضـــــــــــــياء
من فقههم نشأت حضارتنا الّتـــي***يزهـو بها الإبداع والإنشـــاء
قادت مسيرتها المعارف وارتـــقى***بلسانها القرآن والفــــــــقهاء
من نسل إسماعيل أشرق صبحها***وتحضّرت ببـيانها الصحراء
وتقدّمت كلّ الشعوب فأنجبت***أدبا رفيـعا صاغه الـــــــشعــراءُ
فسقت مناهلها الخـلائق كلّها***وتــناقــــلت آثارها الأنبـــــــــــاءُ
حتّى إذا لحق الهـوان بأهلها***سقطت بهم في الخـــندق الأهواءُ
فقدوا الحضارة والنّبوغ فأصبحوا***دولا يسوس شعوبها العملاءُ
وتفرّقوا شيعاً يقارعُ بعضُهــمْ***بعـضاً كما يتـقاتلُ الأعـــــــــداءُ
فتحوّل الوطــن الكبـير إلى قرى***وأصـابنا في النّائبات بــــلاءُ
لا خير في شعب تقهــقهر شأنه***وبه العقــول أهــانها الإقصاءُ
أوليس من ضعف العزائم أن نرى***أوطاننا يلهو بها السّـفهاء؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق