قصيدة بقلم زوجي وليد الأصفر
بعنوان لك قلب أمي
..............................................
لأني أعبد الرحمن
لأني صرت شيخا فانيا مذ كنت في مهدي بلا أسنان
لأني الآن غض يافع في عامي التسعين
لأن إناث هذا العالم المحظوظ حور عين
لأني بارد عنين
لأن نساء هذا الكوكب المكتظ ملياران
لأني مبصر ورجاله عميان
لأن الحزن في قلبي بلا شطآن
يود القلب لو يحبو إليك على حصا الأحزان
...............................
أنا ما قلت أن النار لا تحرق
وأن الماء لا يغرق
وأن الشمس لا تمحو صقيع الليل إذ تشرق
ولست مخنثا أو قاصرا
لا يعرف الأحداق كم تسبي وكم توثق
ولا شيخا يعاف الوردة الحمراء زهدا
أو ينوء بباقة الزنبق
.............................
أنا رجل ولكني تلوت صحائف التوراة والإنجيل والقرآن
وعشت طريقة الرهبان
في زهدي
وكنت النور في قلبي وفي لبي
وفي نومي وفي سهدي
وفي حزني وأشواقي
أنا رجل ولكن الرجولة ليس منها أصل أخلاقي
ولا طبعي كطبع الذئب أو كطبائع الحملان
إني أولا أعتز أني من بني الإنسان
فليهنأ سواي بأنه يعتز بالباقي
..............................
أنا رجل ولكن ما انحنى رأسي أمام الأعور الدجال
ولم أرضخ لربة حسنه فينوس
ما قبلت كف زيوس
حين تهافت الدهماء ( مثل الشاء شطر الماء والمرعى )
على الأوحال
...............................
أنا رجل ولكني
وحتى في عصور الجاهلية لم أكن أهتم بالأصنام
وما آمنت بالجن
ولا استقسمت بالأزلام
فكيف وقد رأيتك أعبد الطاغوت في الإسلام
.............................
لأنك قلت لي أهواك
صافحت الملائك في السماء
وأصبح الأطفال أصحابي
غدا قارون شحاذا على بابي
وخاقان المغول ورهطه
من بعض خدامي وحجابي
وكل الناس أحبابي
...........................
فيا امرأة
كمثل الأم تحمل وحدها همي
تذكرني بما كانت تواسيني به أمي
كما تنمو البذور من الزهور قدمت من كفيك
من عينيك من خديك
من حلم على جفنيك .. بين الصحو والنوم
أتيت كما المسيح وأمه العذراء لم تحمله من رجل
وما ولدته في ألم ولا وجل
وها أناذا مضى ألفان من عمري دنا أجلي
وما فارقت عهد طفولتي
ما زلت بين يديك أخشى نظرة التقريع
واللوم
...................................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق