السبت، 11 سبتمبر 2021

حصير الشوك ....ص13 بقلم الأديبة سمية مسعود

 _    أ لو .آه. آش عندك جديد؟ 

_      العصافر قلقت.

_      نتقابلوا .


       قطع بوفلس المكالمة وبقي النمس يفكر. 


    بعد وقت غير طويل ، تقابل الرجلان في المخزن قمرة  القيادة الأرضية.  تبادلا  ما يجب قوله سريعا وانزوى كل على حدة مع هاتفه  بما يحمله من أخبار ودندنه إلى حين الظلام حيث يلتحق بهم السيّد بعد العشاء الذي سيكون لهما منه نصيب طبعا .  يمر الوقت  فيرفع بوفلس نظره إلى النمس بين الحين والآخر عساه يقتنص نظرة أو رأس فكرة تجعله يقدمها قربانا  لسيده  فيسمح له بالزيارة مرة أخرى وبالتالي احتمالية رؤياها مرة أخرى وهي تتبختر في فناء المنزل او تحمل طبق المشروبات أو الأكل نحو هذه الزاوية. ذلك  أنه يقنع وبامتنان ولو بالتواجد في نفس الرقعة الجوّية التي تصرف فيها أنفاسها.


    إنّ بوفلس يصرّ على شرعية تواجده في دائرة القرارات                 الخاصة بالنوري عبيش وما يجوبها من لبس وغموض وما يكتنفها من مخالفات قانونية أو  أخلاقية. ها هو يطيل النظر إلى منافسه فتتظافر شفتاه في امتداد يمينيّ يزيد سحنته قبحا ثم يدوّر رأسه بانعطافات ساخرة نحو ما يكتنزه هذا النمس من رصيد مشوّه من الثقة في نفسه وممّا يسرّه من معلومات طال  اعتقاده  أنها حكر على شخصه دون غيره من اتباع النوري.


 ويذرك النمس أن بوفلس -هذه البئر الغويصة لسيّده- وأنّه وعلى ما يحظى به من كرامة وتبجيل ليس إلا حافظة  ملفات لأعمال  شاء النوري  أن يصنفها فجعله المشرف  على الصنف "أ"   منها. كما يدرك تماما أن بوفلس- وعلى نحافته-  هو العصا  الغليظة الذي يتكىء عليها رب العمل وينبش بها ما كان في الأصل مستعصيا وقلّ أنّ يجمع بين شخصيْهما في مجلس واحد .


دارت الاتهامات مكتومة بين نفسيْهما  وكلاهما يكيل للآخر من الإتهام شحنات. وظل كل منهما يتقلب  في ركنه من  المخزن مع بعض الكلمات الخاطفة لتقطع صمت فضاء يخترقه  أحيانا صوت الرضيع وهو يشاغب في فناء المنزل يأتي من بعيد فيؤثث حصّة الانتظار المرير.

    

                                  ص 13

                                        يتبع........

                                         سمية مسعود تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق