التناغم
أتاني و الوجه نير متهلل
و اللسان إلى الباري مبتهل
و هو راض على نصر حققه
بإلحاح طال زمانه المتواصل
سنين شتى و ما كل يراوضها
على تراض إلى نيله يستعجل
و هي لاهية عما توحي به
زلازل أشواقه و تستغفل
غير عابئة بضنا للقلب موجع
ضنينة بنظرة من عينها يتسول
تمر كأن وجوده قبالتها عدم
أو كأنه لأثاث المكان مستكمل
لحوح في عناد ساقته أشواق
لخيبتها في الفؤاد جرح مندمل
صبور على إعراض مبيت القصد
على كبريائه المقهور مستفحل
ما له كلما عتت وساوس الريب
إلا رجاء عطف بمقدمه متفائل
حتى نثرت من عينيها ابتسامة
أخمدت و هجا كان بجوفه مشتعل
بشرى بها ساعات زمانه غمرت
بتوادد أضحى لندائه ممتثل
جادت و فاض حنان لمحها
بلمع به سعد حياته يكتمل
راقت أيامه في صفاء بهجة
طوال عمره كان عليها متوكل
حتى و إن ذاق من دائم تقلب
أحوالها و من ندامة لسانها يرتل
منصور العيش
الرباط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق