( أستأذن النُّحاةَ وأصحابَ البلاغة والفصحاء وجميع علماء اللغة أن يأذنوا لي بكتابة رسالة إلى حبيب ولو لمرّةٍ واحدة أبتعد فيها عن حروف الجر وأدوات الجزم وعلامات السؤال ولا الناهية وأترك لأختها النافية تقفز بين السطور كما تشاء لأنها لا مضرة لها من جزم أو كسر مما يُنقِص من لألأة الحروف وإشعاعاتها . فحروف العِلة الثلاثة مثلاً (الألف والواو والياء) لا تصمد أمام أدوات الجزم فالمناعة لديها لا تمتلك كريات بيضاء تدافع عن حروفها . فإذا أذنتم لي فهاءنذا أقول للحبيب ما يلي وعلى رؤوس الأشهاد أنني أمسكت بكل حرف من الحروف من ناصيته وقدميه قبل أن أطرّزه في لوحة عصماء أتباهى بجمال حروفها المعطرة . لأقول وبكل شجاعة أنك حبيب إلى القلب والروح ومن كان هذا شأنه فليتدلل كما يشاء وليأمر بما يشاء فلقد ملكت القلب والروح ومن ملكَهما فقد استوجب الرضى ورشّه بقطر الندى . وليس بعد هذا التكريم من ترقيم . فهلا رضيت بما رضيته لك مع العلم أنني راض عنك كل الرضى . هل فهمت يا أنت . ولا يفوتك أنك أنا وأنا أنت .)( وصفي المشهراوي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق