أبي
في هدوء سافر
دون أن يودّعني
تركَ في القلب جمرا
من ستّ سنين
و حتّى آخر العمر
لن ينطفئ
هكذا ذات يوم
رحل أبي
أبي
كان شقيق روحي
و صاحبي
كان يخشى إن بكيتُ
أن تهزمه دمعتي
كان شراعي ، ربّاني ، سفينتي
كم رميتُ له أحمالي
و تكسّرتْ على صدره
أمواج هزيمتي
كنتُ لا أخشى عتمة الدّروب
فساعده ينتشلني
و لا ينثني
و إن تعثّرت يقيل عثرتي
كان جبلا
و كنت متمسّكا به كالصّخرة
فليتكم تعلمون
يا سادتي
معنى كلمة أبي
أسطورتي
بطلي
يدي التي لا تنثني
ليتكم تدركون
يا سادتي
أنّ رحيله قسم ظهري
حطّم رعونتي
ستّ سنين مضت
يا أبي
و مازال صوتك يتردّد
كاذان الفجر في مسامعي
يوقضني ، ينشي جوارحي
ستّ سنين مضت
و نظرتك البريئة
ضياء صبحي
كلماتك كالأجراس
ترقص في أذني
كن صادقاً ، كن صبورا
كن خيّرا ، كن شكورا
كن حليما كن رحوما
يا اللّه
يا من لا تضيع عنده الودائع
ولا يخيب عنده السّائل
ربّي استودعتك أبي
فهو من أدّبني و علّمني
زرع عشقك في قلبي
أنر قبره يا اللّه
بعدد ما علّمني
من الأحرف
و عطّر جبينا
على قوتنا كان نديّا
ربّي لا تذره فردا
و املأ قبره جنانا و وَردا
و اسقه من حوض النّبيّ وِردا
و اجبر على فقدانه خاطري
رحمك اللّه يا أبي
رحمك اللّه يا أبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق