الجمعة، 5 أغسطس 2022

جواد أصيل ....بقلم الشاعر الطاهر كاوي

 جواد أصيل 


وانطلق جواد الليل يستحث الخطى

بعد أن شق النور ظلمة الليل


بعزم وثبات يمضي قدما 

جواد عربي قح أصيل 


لاتثني عزمه كبوة أو عقبة 

يثير في الأرض نقعا وصهيل 


سلاحه صبر جميل وجلد 

لايرضى عنه مثيلا أوبديل 


كم جاب من صحار ووهد 

ومع الرياح يسترسل شعره الجميل 


يقدح زناد العزم حافره 

شرار نار يتطاير مثل لهب ضليل 


حديد الملمح واثق الخطى 

هادئ الطبع مثل نسيم عليل 


ضامر البطن رشيق الحركة 

ناعم الشعر ذا جلد أسيل 


كلما جد في السير خلف ضبحا 

بعد أن قطع في المسير شوطا طويل 


انطلق جواد الليل مسرعا 

يكر يفر يسابق طيفه النحيل 


متنه كجلمود صخر 

حطه من عل تدفق ماء وبيل 


كسهم مارق يسابق الرياح 

دون أن يبدو متعبا أو كليل 


انطلق جواد الليل 

يطوي الأرض طيا بلا مثيل 


ولوقع الحوافر نغم ساحر 

يذكي الحنين لماض نبيل 


كم توسط من جموع محتشده

كم جسد البطولة بأقوى دليل 


يذكي الحنين لأيام ملاح 

أيام كان للسيف صوت وصليل 


لم يرعبه عتاد أو سلاح 

ماكان غادرا أو للعدا عميل 


سمح المخالقة طلق المحيا 

مستبشرا بقدوم ضيف أو نزيل 


له هيبة الفارس حال وقوفه

ساعة إصباح أو وقت أصيل 


أحداق العشاق عن رؤياه ما انصرفت 

كم خلف من ضحايا بين جريح وقتيل 


والفارس الهمام يبدو منتشيا 

ينبئ باللباس عن شرف أثيل 


والسرج على متن الفرس متوشيا 

صنعا متقنا مثل الإكليل 


يمشي الهوينى متدللا 

يحرك هامته لايجنح أو يميل 


متوثبا لسباق منبريا لنزال 

جواد خالص الأصل سليل 


أكرم بها عهودا انصرمت 

لم يرسخ منها إلا نزر قليل 


عادات أجداد تثري المجالس 

لها في القلب وقع جليل .


بقلم الطاهر كاوي  

المغرب 

بتاريخ 5-8-2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق