صقيع الفكر
حين يتجمد الحرف
في حواضن تمترس الجهل
تقتل حقيقة اعترافات بالضمائر
يغترب العدل على منصة المحاكمة
يضيع جيل ما لتصلب الرأي بعقائد ما
تنتهز كل الاعراف ليسقط الخلق في قوقعة
تتمرد كل الايجابيات على السلبيات فتتوه بمفترق
يلتقف الخطاة الصح ليدفنوه بموروث بدعة فينهزم باساه
تذيل الاحداث على بند فتوى يقهر المسلوب ينتحر الصواب
يتهاجس النور باوساط الظلمة يضيع لأن الغفلة اقتبسته هنا
سنين الاغلاق تنطوي على مداخل المنافذ فتهرب الاتساعات
والممتلك من عنق الزهر يغلف بالصقيع فيموت برعم التوبة
مر الملح لا يسوح لان الغضب قادم في فواصل كل الاحتواء
متى طوي الغصن الذابل اعلم بان انكسارنا عميق مات الامل
ايحتسب الاضطهاد على الاوراق الغضة ام انها تسبح بسواد
تسافر على متن هجوع راحلتي لكن اسرنا متين قيدنا ثقيل
مراوغة بنواح الحزانى تستقبلها قوافل الزيف كثر الاضطهاد
مجس الغصب تعطل القهر يباع بدكاننا الزبائن جموع هالكه
مفرش الشوك اسود اقدام مشردين ادميت اواجعهم مخدره
جراح الاسرى مغموسة بالسموم البثور اتلفت الصدور بالالم
اقفاص صدور صارت بيوت للدود والنمل رائحة العفن قاتله
اذان لا تسمع هجاء البوح اخرس مفاصل التعب حللت الفكر
مسكين عالم الفهم مكتوب عليه عمي البصيرة خراب البلاد
شكلوا لجنة اصلاح سرقوا الارغفة نكسوا راية صار الانهزام
وطن قسمه الخبثاء جبلوا ثراه بالارهاب الفصائل تزداد ثقل
على خارطة مقدس رسموا عتمة قاتمة ضاعت خريطة نصر
جرن المعمودية ينوح والبخور زفروه بفساد ملعون ارتحلوا
مئذنة الحارة هدموها نعثوا مصلوات افسدوا صلاة الاتقياء
في سكون الخديعة صخب هذا الصقيع لن يثير الامم النائمة
الف جيل عمي بلا من يغلف رسالة الاغلاق لهمجيتهم النكره
بعيدة وسيلة التقارب طالما الكل غرقوا بقارورة سكر غائب
اواخر الصقيع ممزوج بنهاية العظام وذبول الذاكرة بالنسيان
فيلسوف الأدب المعاصر عيسى نجيب حداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق