الخميس، 23 يونيو 2022

فاض العقيق ....بقلم الشاعر محمد دلامة الشامي

 فاض العقيق

_________


فاض العقيق

 كسهم راح يخترق

شغاف القلب

 فاستسلمْ له الحدق


رنا الرقراق

  نحو الحي ناظره

غداة الصبح

فاستعشق به الأفق


اغار الدَّفْقُ

 من جنبات منزلها

وراح يغني

 فوق سمائها العَقَق


وَجيفَ العشق 

كم ساقت مقاديرُهْ

إلى عينيها 

نبض الوجد والخفَق


أيا عَزَّه

 أتتك اليوم مظلمتي

فإن القلب 

غادرني وقد سرقوا


وتين الآه

 جرُّوهُ إلى عَنَنٍ

فصار يَكِدُّ 

من اركانه العرَق


ايا عَزَّه

 ترَدَّى الخيل واديكِ

كَسَعْف الرَّطْب 

يوم العَذْقِ ينزلق


أتوب إليك

 يادعجاء قافيتي

وأعلن أني

 دين هواك أعتنق


دنا الوحي

 اتاني حين أَقْيَلْتُ

هجير الصيف

 والطرفاء تحترق


وبيت الشِّعر 

من دَلْوِ الهوى يُسقى

مَزيز العذب

 كي يورق لنا الحبق


قَرِمْتُ اللُّقيا 

من حَوْلٍ تُشاهيني

عيون الريم

 والآهات تصطلق


فذاك الطيف 

في النومات أولمني

ثمار الحب

 فاستشبع لنا الصفق


ألا بئسا 

لبُعدٍ انت تتقنه

تذيب الصَّدَّ 

تهتاج بنا الطرق


غريب المُرْحِ 

كالمتعوس مَبْخَتَهُ

فأينا راح 

ولى الحظ يستبق

___________


رأت عيناي 

وهجا خَطَّه قلم

كما خط 

أصيل المغرب الشفق


هوى طيئ

 يلوح أينما مروا

ففي أجإ 

خيال عزه يأتلق


فَشُد  الرَّحْلَ 

يا خيلي ولا تَهِني

فإن العزم 

مَقْرونٌ به النَّزَقُ


قِبابَ القوم 

قد  لاحت مَداورها

ونخل القوم

 قد مال به النسَق

___________

روابي العُرب 

مااعذب غدائرها

كروض الزهر 

لايغدر به العبق


لها التاريخ 

قد دانت مشارقه

كما دان 

لعذب ثغرها الغَدَق


غريق الحب

 ياأحلامي لي عتب

ألا رفقا

 بقلب راح يختنق


من الشوق

 نفاه السطح للقاع

فراح يئن 

مصروعا له غَرَق


أنبت إليك

 يامرتع براعمنا

وَجْيبَ الصوت

 من أوتادي ينعتق


ارى الأسلاف

 صبح العز سَربلهم

لَبوس المجد 

حيث المجد ينغلق


ثرى الأمجاد 

قد أقبلت ألثمه

فأرض العز 

مع احشائي تلتصق


أرى زرياب 

في طيات أغنية

وثغر عُرَيْبنا 

يهمس فينبثق


جنون الآه 

في شهقات معشوق

ينادي الغوث

 يا زفرات من عشقوا


هنا هارون  

استكتب رسائله

إلى نقفور 

لااسمع لك وَجَق


هنا الجاحظ 

تماوجْ في غرائبه

أبو تمام

 يستشعر فتنمحق


رؤوس  الروم

 في عموريه قُطِفت

على الاعداء 

أسيافي لها وَدَق

__________

هي الأيام 

عادتنا قتامتها

فبعد السؤدد 

مصَّ الدمُ العلقُ


وذاك المرج 

مُصفَرٌّ لقد امسى

يَباباً ماحلاً 

من حوله الزَّهَقُ


صروف الدهر

 ماأبقت لنا خَلَفٌ

فاين مثنى شيبان

 فينطلق

___________


دعوا السهم

 يطارد فوج زفرات

عساه السهم

 يستصرخ فينعتق


أنين الآه 

من حاضر لنا يدمي

جراح العُرب

 هل عاد لها رتق؟


نعم والله 

إن العسر مصحوبا

بألفي رحمة

 واليسر مرتزق


الشاعر السوري محمد دلامة الشامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق