غربة الشعور
يتألّمون في الاحساس والشعور
هم الموجوعين من ترديّات الأمور
جمع بينهم الليل تفكيرا في السهر
فالتقوا عند السكينة لمراجعة الوتر
أن كانوا فرادى او أطياف وجع وأنين
أو ازواج انفصل عنهم الود والحنين
بسبب تعثّر شعور او إختلاف في التقدير
او تموّج احساس اوانحراف للمسير
فامواج الذات وانانية الصفات
وتبخر العهود وتفكك الالتزامات
اسقطت من البعض حسابات الجمع المفيد
فانحصر التعداد فيما يكون ولا يكون للوريد
بعيدا عن المحبة والمشاعر والوعود
تاركة في بحر النسيان كل العواطف والورود
لذلك تغلبت رياح الحسرة والتالم والعدم
على جل مكونات الحس فيهم ومشاعر النغم
فترى الوجوه تبتسم من شدة النزيف
والاجسام تتراقص على انغام الحزن والقذيف
وان كانت هبّات فرح تمر بالخيال
سريعا ما تنطوي وتختفي من الامال
بين نزيف جرح جامد يسيل بالألم
وارتعاش في الارواح واضطراب في القيم
فهل يا ترى يتغير الحال مما عليه في القلوب
ويكون الحاصل منها بلسما لكل جرح وعيوب
وهل تتغير رياح الشدّ للوراء
فتهب بما بطهر وينزع كل وباء وبلاء
هل يا ترى تجد القلوب بلسم الشفاء
وما يبعث في الحياة الشعور بالهناء
فتنزاح غمامة السواد والالام وخيبات الامل
الى سرور واطمئنان وسعادة وقبل
طبعا نعلقنا برحمة السبحان ليس لها حدود
هو من بيده الامر والنهي والتغيير للموجود
فيا رب الناس نحن عبادك الضعفاء
ارحم فمالنا قدرة على التعايش مع الرعناء
لان غربة الشعور داء صعب الاحتمال و الدواء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق