الأفاعي الرقطاء....!
رأيت أمامي وجوها متشابهة وُضِعَعتْ عليها أقنعة البرائة وهي ما زالت تُخفي السواد الحالك بقساوة لا مثيل لها حتى في العصور التي مضت....!
رأيت وجوها جاحدة وفي ناصيتها غرور فلا العواصف الهيحاء تزيلها ولا الإرادة البيضاء تمحو ما بان منها وهيهات أن تحولها لبياض بعد ما أصبحت عكرة...
لقد فقدت السعادة من شدة النظر والتأمل في تلك الوجوه التي لا تدل إلا على الهلاك والإنفراد بالحكم المطلق...
سمعت ما تقولون أيها المباهون بفضائلكم....
وقد سئمت من مواعظكم الزائفة...
وتساءلت أين أنتم من دموع أمهات الأسرى وحزن الآباء الكادحين....؟
أين مناجات اليتامى وأنتم في حاناتكم فاكهين؟
لقد خيمت على قلوبكم الظلمة وأصبحتم في ليالي المتعة والسهر مع الغواني ساهرون
ستأتي عليكم أيام شتاء قاسية البرودة ولا تجدون من يناجيكم وبعدها سيعلم كل واحد منكم إلى أين أنتم ذاهبون...
والحق كل الحق ما كنت لأكون بينكم إلا نذير وسوف تأتي الرياح من الشمال والجنوب لتقلع جذوركم وأنتم صاغرون...
وا أسفي عليكم أضعتم تراث من سبقكم على هذه الأرض المقدسة وأنتم بعتموها بثمن البخس وكنتم بها تلعبون...
تبا لكم أبناء يعرب فوالله أن جدكم في قبره يلعنكم وبريء منكم أيها العلوج ولسوف تأتي رياح النصر وتندمون على ما كنتم فاعلين...
وا أسفي أن أُفنى من الحياة قبل أن أرى فيكم اليوم الذي به تشخص العيون...
لقد رسمت حولي شباكا مسمومة كي لا يقترب أحدكم لوكري وأكون بعدها ذليلا كما أنتم الآن مَسودون ...
أنا لست عاتيا ولست من القاسين بل أنني أبكي أصوم نهاري وأبكي الليالي لكونكم غافلون...
عودوا كما كان أجدادكم في الهيجاء كجلمود صخر لا يذوب ولا يلين ..
ففلسطين هذي ارض الجدود فكيف لا تكونوا لها حافظين...
شتان بين يعرب وأعراب سبهم الرحمن من فوق سبع سماوات واستوى وحده في عليين..
أأنتم حماة الديار يا قوم يعرب تالله إنكم مساكين ..
تلهون في صالات القمار وتدفعون للغواني وتقولون ها نحن أحفاد كنعان وكنعان منكم من البريئين...
يا ليتني ما عشت حتى أرى نسائكم تلهو بين أحضان من سباكم ولا أنتم للغيرة منفعلون. .
رحماك ربي فوالله إني بريء من أفعالكم ومما ترسمون... !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق