( أنا من أين/ ربيع دهام)
قالتْ: " أنت من أين؟"
قلتُ: "من اللا مكانْ
صفحاتُ الدنيا هجرتُها
وجئتُ أبحث فيكِ
عن جنّاتِ أحضانْ"
قالتْ : " أنت من أين؟ "
ألا يكفي يا سيدتي
أنني إنسان؟
وإني أحبك...وأحبك...وأحبك
وينشج صوتي الريح
صهيلٌ يسمعه
مَن ليس له في الصدرِ
قلباً أو آذان
لأجلك تركتُ العالمَ
ومضيتُ على جُلجُلةِ الصخرِ
لأجلك مشيت...ومشيت
وقدماي العاريتانِ
صارتا بقسوةِ صوّانْ
وما تعبتُ
وما يئستُ
وما استسلمتُ
وكيف أتعب
والحبُّ الكبيرُ شهمٌ
ما شهر سيفه
إلا في الميدانْ
ولو أدمته النصالُ
صاح في الهوى:
" لا تخافي
معارك الحبِّ
أسيادُها الفرسانْ"
لأجلك عجنتُ صبري
وكوّرته
ولقّمتُ حبي
بشهقةِ نيرانْ
لأجلكِ ركلتُ خضرائي
مَن في بحركِ الأزرقِ
يحِنُّ لشطآن؟
جئت على طيفِ الوردِ
جئتُ حاملاً لك قلباً وعمراً
وبستانْ
يا امرأة بحجم دنيا عانقيني
ضمّديني
يا امرأة الحلمِ والحب
والعنفوان
مكاني هنا
بين ذراعيك
مكاني هنا
في عينيكِ
فلا ...
لا تسأليني أبداً :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق