يا من سكنت بمهجتي
يا من سكنت بمهجتي لا تبعدِ
طار الكرى والطّيف يطرق مرقدي
مند افترقنا والخيال بخاطري
والشّوق في قلبي يروح ويغتدي
بعدٌ يسهّدني وقلبي ذاهلٌ
لا يستفيق وحائرٌ لا يهتدي
العين تبصر إن سكنت ظلالها
والقلب فيه نور حبّك سرمدي
وجرى هواك بخافقي متدفّقا
مثل العباب الثّائر المتمرّدِ
فإذا النّجوم تقاطرت تحت الدّجى
تجلو الظّلام بنورها المتوقّدِ
وإذا الرّبيع يمرّ ينثر سحره
وكسا الريّاض بزهره الغضّ النّدى
ويرفّ لحنٌ ساحرٌ متموّجٌ
وربا فؤادي تكتسي بزبرجدِ
كلف الفؤاد به وليس يصدّه
نأيٌ ولا كيد العدى والحسّدِ
فهواه يسكن مهجتي وسرائري
منذ التقينا في الزّمان الأبعدِ
وقد افترقنا والهوى في خاطري
كالمزن ..أو مثل الضيا المتجدّدِ
ذاك الهوى إن غاب عن أفقي الضّيا
كالشّهب ينثر نوره كالفرقدِ
يحتار قلبي تعتريه هواجسٌ
يا ويح نفسي لو خلتْ منه يدي
إنّ الحياة شحيحة بنوالها
فإذَا سختْ يوما فخوفي من غدِ
ذهب الكرى وأقمت أنثر أحرفا
وأرى القوافي ليس تخلف موعدي
بقلمي / رفا الأشعل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق