مائدة الرحمن
ُُُُُُُُُُُ
أَبَتَاهُ قَدْ أَزِفَ إِفْطَارُ المَغْرِبِ
وَمَا مِنْ خُبْزٍ أَوْ حَبَةِ رَطِبِ
وَمَوائِدٌ مِنْ حَوْلَنَا قَدْ ذَخُرَتْ
بِكُلِ أَنْوَاعِ الطَعَامِ الأَطْيَبِ
وَرَائِحَةُ شِوَاءٍ قَدْ اِنْتَشَرَتْ
تُحِي الفُؤَادَ المُعَذَبِ
أَبَتَاهُ فِي الصِّيَامِ لَنَا وِجَاءٌ
مِنْ ظَمَأٍ وَمِنْ سَغَبِ
وَلِغَيْرِنَا مَوَائِدٌ تَزَاحَمَتْ عَلَيْهَا
الأَطْبَاقُ مِنْ كُلِ صَنْفٍ مُحَبَّبِ
وَ نَمُوتُ جُوعَاً مِنْ غِيْرِ صِيَامٍ
فِي كُلِ يَوْمٍ ذِي مَسْغَبِ
وَيَمُوتُ غَيْرُنَا مِنْ تُخْمَةٍ
وَمِنْ كِثْرَةِ أَنَوَاعِ المَشْرِبِ
أَهُوَ الصِّيَامُ لِإِقَامَةِ مَوَائِدٍ
تَتَخَاصَمُ الأَطْبَاقُ فِيهَا وَتَشْتَكِي
وَتَتَمَايَلُ كُؤُوسٌ مِنْ بَارِدِ الْمَشْرَبِ
مُشَرَدُونَ لَا بَيْتٌ يَأْوِينَا
وَخَيَامُنَا قَدْ جَمَعَتْ كُلَّ مُتْرِبِ (1)
أَمْ يُطْعِمُونَ الطَعَامَ عَلَى حُبِّهِ
مِسْكِينَاً وَكُلِ ذَا مَسْغَبِ
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفِسِهِمْ
لِكُلِ مِسْكِينٍ وَذَا مَتْرَبِ (2 )
جَاؤُونَا بِدِينٍ لَهُمْ قَدْ كَفَّرَ كُلَ مُوَحِدِ
الذَبْحُ وَالْحَرْقُ شَرِيعَتُهُمْ
وَالسَّلبُ وَالنَهْبُ
لَا حُرْمَةَ لِطِفْلٍ وَلَا امرَأَةٍ
وَالقَتْلُ لِلْرُضَعِ وَالشِيَبِ
الغِنَى لِكُلِ بَهْلَوانٍ وَشَاطِرٍ
مَصَاصٍ لِدِمَاءِ كُلِ مُعَتَرِ
وَالْمَوْتُ لِلْجَائِعِينَ الأَقْرَبِ
أَهَذَا دِينَهُمْ ؟
أَهَذِهِ حُرِّيَتَهُمْ ؟؟
أَهَذِهِ ثَوْرَتَهُمْ ؟؟
إِنِي كَافِرٌ بِكُلِ دِينٍ يَدْعُو لِتَعَصٌّبِ
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الفقير المعدم
2 ـ مفعول من أَتْرَبَ كثير التراب التصق به التراب وهي هنا كناية عن المسافر ـ ابن السبيل
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق