سنديانة السماء
《الدعاء 》.
◀◀◀
إذا جف دمعك من حقلها
وكفكف قلبك وكفك عن رفع سقف السماء
بصوت الدعاء
ستزأر أوتادها الشامخات
وقد أثقلت حاملات العذوق حمامات بوحك بجذع السماء
ترمّلتْ الأذرع الكاسيات من الإخضرار
ليغدو الظليل يظن الظهيرة ظلا ظليل
فملساء أغصانها لم تعد تغري البوم حتى
وسقف السماء خلا من سحاب السبيل
كؤوسك عطشى
شفاهك جرداء
ظلالك عذراء
فلاعابر يستظل
ولا زائر يستقر
وكل الأماكن بفيء ظلالك جنائز شوق
وآثار ذكرى
تخبأني فيك كي لاتراني
لأبعث من بين أنقاضها شاهدة كيف حل الخواء
لأرسم نهايات طوبى ونهر الجفاف الذي كان في الضفة الحائرة
وشوقا أدمن مكوثه في مقلتيك
وتنهيدة ذابله مذ جفاف السواقي على وجنتيك
وصوت تهاوي جذوع السماء
وكيف أصمت مسامعنا عن سماع الغناء
وصوت الشوادي وترنيمة الحب من ناظريك
وأرسم نارا كانت جذوعك وقودا لها
وكيف التهم حرها لطيورا علت من جراح البشر
وأرسم
وأرسم
ولكن
سأرسمها اليوم من ضفتي
وخلف الدخان
وكيف تجمع زهر الغمام
وكيف أكتست من وريقة توت
وكيف هرب قفر ذاك الزمن
وعبئت نهرك بجرة خواء
وكيف احتفظت بذرة أمل
وفلقة قمر
وقطرة أثر منذ عهد المطر
وذرة ملح بقايا البحر
لتسمق حبيباتها باسقات
وتكبر مرجانها الغائرات
وتغدو جميع فصولي ربيع
بسر البقاء
ورفع السماء
بشهقة دعاء
لنطلقها بجناح الثقة
ليزفرها الله فينا بروح الحياة
ويمطرنا سابغات النعم
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق