السبت، 2 أبريل 2022

غضب في جسد السيدة ....بقلم الشاعر عدنان الظاهر

 عدنان الظاهر نيسان 2014

غَضَبٌ في جسدِ السيّدة

الساعةُ عشرةُ في التوقيت الشتوي

سيّدةُ البهجةِ لا تُصغي

لا تنصبُ أفخاخا

لا تفتحُ للصوتِ العالي آفاقا

تعزفُ أوتارَ الطينِ المسنونِ

ظمأُ الذُروةِ للشدِّ العالي يُلهيها

حِدسُ اللحظةِ في الدورةِ مُنقادٌ للنجوى

صدّتْ سيّدةُ النشوةِ عن دربِ الصيدِ الثرِّ

نشرتْ أعلاماً سودا

سدّتْ بابَ الرحمةِ في وجهِ كُلوحِ الريحِ الغضبى

مسحتْ آياتِ السُندسِ في جُدرانِ الإبريزِ

قفّلتِ الأبوابَ وأرختْ أستارَ جدائلِ مضجعها

نامَ العسجدُ تحتَ نمارقِ مفتون الكُحلِ

شدَتْ قائمةُ الليلِ توتّرَ منصوبِ الجهد العالي

أنّتْ جُدرانُ القرميدِ القاني

زَأرتْ ريحٌ ما بين القطبِ الأوسطِ والقضبانِ

مادتْ أغصانُ الشجرِ الممنوعِ ـ المقطوعِ

صرّتْ ريحٌ في الموقدِ فارَ التنورُ

مرّتْ عاصفةٌ من ثمَّ توارتْ أشتاتا

نَقَهتْ عيدانُ القَصَبِ المخضودِ

رفعتْ قُضبانُ الجسرِ قوائمها

سجرتْ أبراجُ الضوءِ فتائلها

مَرَقتْ عَرباتُ الشَحنِ تقوّضُ ألواحَ الخرسانِ

مرَّ الماءُ كما مرَّ وئيدا

هدأتْ عاصفةُ النارِ بأجسادِ الكبريتِ المحروقِ

نكّستْ الأبراجُ رؤوسَ منائرها

مرَّ الفجرُ كطائرةٍ من تحت جسورِ الخَفَقانِ

زانتْ ألعابُ النارِ فضاءَ اليقظةِ والنومِ

أصداءٌ كبرى في أُذُني

أصداءٌ أخرى تركتْ ذِكرى

تختلطُ الألوانُ وتتّسعُ الفجوةُ بين البينِ وما بين البينِ

اللونُ الأخضرُ والأحمرُ صنوانِ.

دكتور عدنان الظاهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق