الجمعة، 25 مارس 2022

القاهرة الساحرة .....بقلم الشاعر د.محمد موسى

 ♠ ♠ ♠ ♠ القصة قصيرة ♠ ♠ ♠ ♠


 ♠ ♠ ♠  القاهرة الساحرة والغربة ♠ ♠ ♠ 

 

 ♠ ♠ عندما ترى طالبه جاءت من مدينتها التي تبعد مئات كثيرة من الكيلو مترات عن القاهرة ، لتدخل إحدى كليات القمه التي لا يوجد تخصصها إلا في القاهرة ، فهي مجتهدة وحصلت على درجات لم يسبق أن حصل على مثلها أحداً قبلها ببلدتها البعيدة في الثانوية العامة ، ولها صورة وهي تبتسم وتأخذ من يد محافظ بلدتها جائزة قدرها خمسة آلاف جنيهاً ، لتفوقها وحصولها على المركز الأول على مستوى المحافظة ، وقد أخذ الجائزة منها الأب للصرف على جهازها عندما يحين زواجها ، وهذا هو ما جعلها تستقر في سكن المدينة الجامعية ، وكانت زميلتها في الغرفة من مدينة غير مدينتها ، ولهذا لم تشعر معها في البداية بالألفه ، مما زاد من غربتها ، الشيء الذي كان يسعدها هو ما لم تراه في مدينتها البعيدة ، أو نقل بهرتها القاهرة بزحامها وتنوع الحياة فيها ، فكانت القاهرة هي أول غرامها ، وتفرغت لدراستها بكل جد وإجتهاد كعادتها ، ولكن في يوم من الأيام وجدته في وجهها ، أحد الطلبة القاهرين في السنه الثالثة في نفس الكلية ، وعرض عليها خدماته من مذكرات عنده وغيرها ، أرادت أن تقلد زميلاتها بنات القاهرة في التعامل مع الزملاء الشباب بدون حساسيات ، فشكرته ووعدته أنها سوف تطلب منه ما تريده إذا هي كانت في حاجه له ، ومرت الأيام وتعددت اللقاءات بهذا الشاب (الزميل) وأضع صفته بين هلالين لعدم إحترامي له ، ولأنها تفتقر لخبرة بنات القاهرة فقد وقعت في حبه ، والغريب أن إعترافها له لم يأخذ وقتاً طويلاً فهي تتمتع بسذاجة البنت المصرية الغير مجربه أو قل المشهورة بالنقاء ، وطلب منها أن يتواصلا تليفونياً فأعتذرت لعدم وجود تليفوناً لديها ، فأعطاها تليفون من عنده كي يظل التواصل بينهما خصوصاً بعد الجامعة ، وظلوا يتواصلان بكلمات الحب التي قد يخجل الشاب أو الشابه بالتصريح بها لو كانا متواجدين أمام بعضهما البعض ، وتطور الأمر إلى أن أرسلت له صوراً لها على الويب سات وهي في سريرها وظلا هكذا ، وكانت قد أخبرته في أول حبهما أنها من قبيلة لا تزوج بناتها من خارج القبيلة ، هنا قال لها إن أباه شخصية مرموقه وسوف يستعين أبوه بالمحافظ في بلدتها لإرغام أهلها على زواجه بها ، إطمئن قلبها له ولهذا الكلام ، وتمادت في مبادلته كلمات الغرام والصور عبر التليفون و ما لا يقال ، وفي الأجازة الصيفية عادت إلى بلدتها ، فعرفت من شقيقها الأكبر أن إبن عمها قد طلب من أبيها يدها والأب قد وافق ، وسيكون عقد القِران في الصيف القادم عند عوته من عمله بأحد دول الخليج التي يعمل بها مهندساً ، وتعالت الزغاريد في البيت والحي ، والذي يجب قوله هنا أن البنات في هذه المجتمعات مهما بلغت درجة ثقافتهن لا يملكن إلا الموافقة ، لأن الزواج بيد الأب أو الشقيق الأكبر ، أما البنت فهي لا رأي لها ، وتساق إلى بيت العريس بعد إجراءات الزواج وإتفاقات بين الرجال هي قد لا تعلم عنها شيء ، فكانت تقول في نفسها أن هناك فسحة من الوقت ، فعندما تعود إلى الجامعه سوف تخبر من أحبتهُ ، حتى يتصرف بمعرفة والده المهم كما كان قد وعدها ، وعادت إلى القاهرة وكان في إستقبالها ذلك الحبيب (الزميل) وبعد كلمات الأشواق ، دعاها إلى أن يجلسا في كازينو على النيل قبل ذهابها إلى المدينه الجامعية ، وحدث وعندما جلسا أخبرته بموضوع زواجها مباشرةً بتلقائية وبلا لف ولا دوران ، وطالبته أن يتصرف بسرعة عن طريق والده كوعده لها ، تغير وجهه فجأة وقال لها إن شاء الله ، وبفطرة بنت لا خبرة لها قررت البعد حتى يفي ذلك الحبيب بوعده ، ومر شهر متباعدين هو لم يتصل بها ، وهي تتجاهله إذا رأته في الكلية ، وفي يوم إتصلت به هي فأخبرها أن يحاول مع والده فلا تتعجلي ، وبعد أيام إتصل بها وأخبرها أنه إتفق مع أبيه أن يتقابلا معه يوم أجازة عيد الشرطة 25 يناير في مكتب الأب ، فرِحت هي بكلامهِ لأنها نفس بريئة لا تعرف غدراً أو خيانه ، وفي اليوم المتفق عليه للمقابلة طلبت لأول مرة من زميلتها في الغرفة بلوزة كانت الزميلة قد رجعت بها من الأجازة وقد أعجبتها ، وافقت الزميلة لها وأخذتها وأسرعت هي إلى اللقاء ، أخذها في تاكسي إلى عمارة في ميدان كبير قال شركة والده هنا ، لم تفكر وصعدت معه إلى مكتب والده ، ووجدت يافطة عليها إسم والده ولكن الباب مغلق ، فأخرج مفتاح من جيبه وفتح الباب ، ولم يكن في المكتب أحد ، أخبرها أنهما جاءا مبكراً ، وسيأتي والده حالاً ، وجلست وأقترب منها بكلماته الهامسة والتى كانت إذا سمعتها تدور رأسها ، ثم إقترب أكثر منها ليضع يده على أماكن كانت الأم تقول لإبنتها عند سفرها إلى القاهرة لأول مرة للدراسة ، إن هذه الأماكن ليست حقك ولا ملكك وإن كانت في جسدك ، فهي حق العائلة وشرفها ، وإياكِ والتفريط في حق عائلتك ، وكأنها قد سمعت في هذه اللحظة صوت أمها وهو يرن في أُذنيها بهذه الكلمات ، فنتفضت من جلستها وقالت له لا ليس قبل الزواج ، حاول معها بالقوة فلطمته على وجهه وأسرعت بالخروج ، كانت وهي تقاومه قد مزق جزءً من بلوزة زميلتها التي أعارتها إياها ، رجعت تبكي إلى غرفتها وأخبرت زميلتها أنها قد شبك بها مسمار ، وإنها سوف تعمل على إصلاحها ، وإن تعذر فإنها بما معها من نقود سوف تشتري أخرى لها ، ولأول مرة جلست بجانبها زميلتها وقالت لها المهم الا تكوني قد جُرحتي من هذا المسمار ، فالقت برأسها عل كتف زميلتها وراحت تبكي بشدة ، ولكن المهم هو ما حدث بعد ذلك ، أتصل بها ذلك الذي أحبته وكان أول من دخل قلبها ، والغريب أنه مع أول ما جذبها من جسدها خرج من قلبها بسرعة هي تستغرب لها ، وفي الإتصال قد طلب رؤيتها فقالت لا لقد إنتهى كل شئ بيننا وأحمد الله أني عرفتك على حقيقتك ، تركها يومين وأعاد الإتصال ونفس ما قاله لها ، فسمع نفس ردها ، ثم أعاد الإتصال بها ولم يتكلم هذه المرة بل أسمعها تسجيلاً صوتياً لكلمات الحب والتي كانت قد وثقت فيه وقالتها ، ثم تكلم وقال لها إن لم تأتي لي بلا مقاومه سوف أرسل هذه السجلات إلى أهلِك ، وإلى من سوف يتزوج بكِ ، وأغلق التليفون ، وبعد وقت قصير بث لها على التليفون الصور التي أرسلتها له وهي بقميص النوم تضحك له في سريرغرفتها ، فقد عرف ذلك المخادع بكلامه الأول لها كيف يثير أنوثتها ، خصوصاً أنها كانت المرة الأولى التي تسمع فيه كلمات تحرك مشاعرها ، والكاتب لم يكتب تفاصيل قد لا يليق لمثله قولها ، فهو لم يأخذ الإذن من صاحبتها التي صارحته ووثقت به وأسرت له بأسرارها ، حتى يقف على خطورة ما حدث ، ليكتبها بإسلوبه فهي من متابعي الكاتب ، وكانت قد إتصلت بالكاتب على الخاص ، وقصت عليه حكاياتها وهي تبكي ، وأقسمت أن هذه الأشياء لو وصلت لإهلها سوف يقتلوها قولاً واحداً ، وإنها تفكر في الإنتحار ، والكاتب قد صاغ هذه القصة بشكل أدبي يصلح للنشر بعيداً عن بعض الألفاظ التي لا تكتب ، والأن السؤال ماذا تفعل بنت جاءت من أقاصي البلاد ولم تكن تدري أن الحب عند البعض كلمات لصيد الفرائس ، وقد تم ترك القصة بدون حل هنا ، ( ملاحظة: لقد تم حل هذا الأمر بما يملكه كاتب القصة من نفوذ في مجال عمله ، ولكن تبقى المشكلة لمن لا تملك حلاً لمشكلة هي وضعت نفسها فيها ، إلا أنه من الضروري سماع نصائح تعطى لبناتنا ولكل فتاة حتى نمزق معاً شباك قذرة لصيد القلوب) ، (وقد تم أخذ التليفون المحمول من ذلك الطالب المستهتر وتحطيمه أمامه وتهديده بالفصل وإرسال تحذير لكل الجامعات من إعادة قيده لخطورته على الأخلاق مما جعله يرضخ) ، (وتم إرسال مقترح إلى المجلس الأعلى للجامعات المصرية بضرورة حصول الخريج على شهادة حُسن سير وسلوك مع المؤهل الدراسي ، وتكون هذه الشهادة إحدى مسوغات التعين في الحكومة أو القطاع الخاص ، وقد تم الأخذ بهذا الإقتراح والحمد لله رب العالمين ) ، صاحبة القصة إطلعت علي ما كتب كاملاً قبل نشرها ووافقت وسمحت بنشرها بهذه الصياعة.


♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق