الجمعة، 21 يناير 2022

سفر الاشعار .....بقلم الشاعرة أسماء جمعة الطائي

 سَفَرُ الأشعَارِ 

************* 

 

ذَاتِ يَوْمٍ قُال لِي : مَارَأيكْ أنْ نَلْتَقِي 

لِيَوْمٍ وَاحِدٍ فَقَطْ 

يَاسيّدَ الْغِيَابِ إنَّ الْفِرَاقَ كَتِبَ عَلَيْنَا 

قَبْلَ اللِّقَاءِ ، وَلَمْ يتبقَّ سُوى أحْلَامنَا التَّائِهِة . 

فِي زَحْمَة الْحَيَاةِ 

يُحَاصِرُنَا الْمَوْتُ وَأحْكَامُ الْقَدَرِ ، 

وَالْهَجْرُ عَلَيْنَا انْتَصَرَ ، 

لَا أرْضَ تَحْمِلُنَا وَلَا تَنْبُتُ أزْهَارَنَا فِي الصَّخْرِ ، 

يَاسِيدِي تَلَاشَتْ خُطُوَاتُنَا وَبَعُدَتِ أسْفَارَنَا ، 

وَتبعَثَرَت الطُّرُقُ ، وَضَاعَتْ بِنَا الدُّرُوبُ 

وَتَنَاثَرَ فِيهَا عُمْرُنَا كَحَبَّاتِ الْمَطَرِ ، 

سَرَى الْغِيَابُ عَلَى أوتَارَ قَلْبِي الْموجوعة ، 

وَالْيَأْسُ عَسْكَر فِي مُدُنِ هَائِمِة 

تَغْزُو جُيُوش الِأشْوَاقِ 

لِتُعْلَنَ حَرْبا فِي زَمَنِ الْحُرُوبِ 

لَاسِيفٌ فِي مَعْرَكَتِي وَلَا خِنْجَر ، 

وَالْحَنِينُ يُحَاصِرُنِي وَانَا الْخَاسِرُ الِأكِبُرُ . . . ! ! 

 

يَاسِيدِي رَمَيْتُ سَهْمَكَ فَتَغَلْغَلَ دَاخِلَ أعْمَاقِي 

بَاتَ مُتْعِبًا مِنْ شِدَّةِ الْأُلم . . . 

 

أحْرَقَتْ جَمِيعَ مَاسَطَرَتْ 

دُمُوعَي الْمُتَجَمِّرَة وَدَفَاتِرِي 

انْتَظِرَت بُزُوغَ الْفَجْرِ لَألْمَلْمِ 

أجْزَائِي الْمُتَنَاثِرُة ؛ لِأتَرْجُمَ وَاقِعَ أفْكَارِي ، 

يَاسِيدِي مَازَالَ قَلَمِي يُنْبِضُ بَاحِثًا عَنْكَ 

فِي وَسَطِ الإعْصَارٍ ، 

ايْقَنْتُ يَاسِيدِي . دَرْسًا تَعَلَّمْتُ مِنْكَ 

أنْ أجْمَل مَافِي الْغَرَامِ أنْ يَكُونَ 

عَنْ قِنَاعِةٍ وَاقْتِنَاعُ ذَلِكَ هُوَ الْحُبُّ الْحَقِيقِيُّ . . . 

 

وَأدْرَكَتُ أنْ الأمْنِياتِ تَتَسَاقَطُ صَفْحُةً تَتْلُو صَفْحَةً فِي مَهَبِّ الرِّيحِ . . . ! ! ! 

 

يَاسِيدِي كُلِّ الَأيَامِ وَالشُّهُورِ 

تَجَاوَزَتْ عَلَى ضِفَافِي ؛ 

رِفْقًا بِي فَأنَا أبْحَر ضِدَّ الْيَتَارْ ، 

تُضطرَمُ الأشْوَاقُ ؛ لِتُوقَدَ فِينَا ظُنُونَا هَاوِية . . . ! ! 

 

قَدْ سَافَرْتُ أشْعَارِي إلْيْكَ ؛ لِتلغي الْمَسَافَاتُ ، 

وَتُرْسُمُ جُسُورٌ للعَابِرِينَ . . . ! ! 

 

يَاسِيدُ الأقْدَارِ شُكْرًا مِنَ أعْمَاقِي 

عَلَى سِنِينَ حُبْكَ ، مَابَينَ خَرِيفٍ وَشِتَاءٍ 

وَغُيُومٍ وَمَطَرٍ وَرِيحٍ وَإعِصَارٍ . . . 

عُذْرًا عَلَى دُمُوعِي الجَارِيَات فِي مَوَاسِمِ 

سَهْرِي الطَّوِيلِ . . . 

 

عُذْرًا عَلَى الْحُزْنِ الْعَمِيقِ ، 

عُذْرًا مَاعَادَ الصَّبْرِ فِي قَلْبِي 

وَقَدْ تَعَرَّجَ جَمِيعُ أوَرْدَتِي 

وَخَابَ سُؤْءَ ظَنِّي فيمَنْ كُنْتُ بِهِمُ أَرْغَب ، وعقدتُ عَلَيْهِم الآمالَ . . . 

 

اسماء جمعه الطائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق