قصيدة(خائنة)
كفي دموعك إني غير ذي ثقة
في كل دامعة العينين وانطلقي
امضي لغيري فما أرضى بخائنة
وجربي حب غيري بعدها احترقي
عفوا، وهل تصطلي في النار خائنة؟
نار الهوى يصطليها كل ذي خلقِ
أنى لك الخلق حتى تذرفي مطرا
وتشرقي فيه في كذب وتختنقي؟
هيهات هيهات ما انت سوى امرأة
خرقاء قد عجنت بالطيش والنزقِ
***
جربتُ حبك حتى إبتُ منخذلا
وصرتُ في ضنك أعيا من الرهقِ
وكنتِِ لي نسمة أهنا بلمستها
وكنتِ لي عبقا أحلى من العبقِ
ظننتُ أنك في الأشعار ملهمتي
حتى رسمتُكِ من شدوي على ورقي
ظننتُ أنك درب لا أفارقه
وما أكونُ به يوما لمفترقِ
وأنكِ النبض في قلبي فأعزفه
في كل داجية في الصبح والغسقِ
وأنكِ الواحة الخضراء إن يبست
وأنكِ الأمل المنشود إن تضقِ
ماذا دهاني؟ وقلبي أين قائده؟
حتى ظننتُكِ دينا يعتلي عنقي
***
أواه من زمن قد عشتُ أغلبه
أعمى البصيرة لم أبصر لمنطلقي
إن التماسيح تبكي ملء أعينها
دمعا كذوبا ويجري الدمع في ألقِ
رأيتُ فيك من التمساح مدمعه
فهل وجدتِ بعيني منه في حدقي؟
كم مرة جئتني في ثوب عاشقة
ولهى، لكي تقسمي بالله في حرقِ
بأنني حبكِ الباقي إلى أبد
وأنني دربكِ المأثور في الطرقِ
وأنني حلمكِ الهادي لزائره
وأنني طيفكِ المرجو في الفرقِ
تبدين خائفة إن نفترق زمنا
والله ما فيكِ من خوفي ومن قلقي
كفى رياء كفاكِ الكذب يا وجعي
أتكذبين وقد أُخرجتِ من أفقي؟
ألم تنر جبهتي شمس بطلعتها؟
ألم يزل ضوء شمس الله في الشفقِ؟
فليس تخدعني أنثى ببسمتها
حتى وإن قدمتْ تبرا على ورقِ
فالله يعصمني من كل خائنة
في(قل أعوذ برب الناس) و(الفلقِ)
والله يعصمني في ليلتي وغدي
من بعد غدرك حتى آخر الرمقِ
سعد هاشم الطائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق