الثلاثاء، 23 نوفمبر 2021

دهشة البداية .....بقلم الشاعر إدريس بندار

 دهشة البداية..

                                                                       =========


ـ أتجلسين معي؟...

 وكأنها منذ الأزل تنتظر مني مجالستها،تهاوت بكل ثقلها الشعوري واللاشعوري بعدما سحبت لها كرسيا.

جلستْ وجلستُ/شجر من رماد يلفنا/جبل من دهشة البدائيين/صهيل متقطع/على شفتينا/خذلنا الكلام/وصرنا قطعا من رخام/ وأنا الجالس واللاجالس/تكبلني الرغبة في الكلام/ وأجدني على تجاعيد الكلام /كلاما/ آه حين يتمرد الحب في قلبي/

حين يحترق الفينيق/ مرتين/ وحين تذكرني المسافات/ بالبين الشاسع/ بيني وبيني/ساعتها يخذلني الزمن/ وأتهاوى سفرا في السفر / وأنت أيتها الجالسة فوق أنقاضي: كيف أستفزك؟ كيف أفتح القلب/ كي تمــارسـي الشغب؟وأنا المتوحش 

المهووس بالخلوة/ يظهر أنك تسرعت/ صدقيني فأنـا لا أملكإلا طفولة /تطل منها مشنقة/ ودهشة طفل

واعتراف لآخر الليل/ فأنا الشغب/  الصخب/  الوجع

آه لو تعلمين ؟

لا زالت في صمتها غارقة،وفي لا شعوري أهمس: يا ليتك لي،قلت وفي صوتــي  بحة التردد:

ـ أتسمحين إن استفزيت شخصك بأسئلة؟.

ـ تفضل.

ـ أعتذر منك عما بدر مني قبل قليل من تصرف غير 

لائق  سألتك عن علاقاتك ، ما كنت أقصد إحراجك ولكنه مجرد استجلاء لنقط أثارتنـي في حوارنا،لكن ما أثار حفيظتي فعلا هو انسحابك المفاجئ،وكأني أيقظت جرحا كان نائما فيك.

 في عينيها انسكب قلبها،أطلقت أنة حيرى،قلت مستفسرا:

ـ هل سببت لك إحراجا؟

ـ لا...لا( قالت متلعثمة).

ـ هل جرحك رجل؟

 صمتت ووجدتني محرجا على الأخذ والرد معها في موضوع ربما لا تريد الخوض فيه،ولكي أشعرها بالموقف قلت:   

  ـ أحس أن لا حق لي في نبش الماضي،معذرة،وهممت لأغادر،فجاء الجواب:

ـ لا أخفيك سرا،الموضوع بكل بساطة،أني لم أسمح لأي عاطفة أن تخونني.

ـ لا أصدق؟

ـ لماذا لا تصدق؟

ـ أمر بسيط،كونك امرأة لا بد من ممارسة حقك البيولوجي،وإلا فكيف أنت امرأة؟

ـ وحق المرأة أيضا هو البحث عن عاطفة تحتويها وتحسسها بوجودها كامرأة،لا كمكنسة تشطر بها الشهوة الرعناء..

ـ ضمنيا تودين القول ،أن تجاربك السابقة باءت بالفشل.

ـ ليست تجارب، بقدر ما هي محاولات،استجليت منها جنوح الرجل الكلي نحو متعة الــــــجسد دون غيره.

ـ حسبما فهمت: الرجل لا يؤتمن.

ـ ليس كل الرجال.

ـ ما رأيك في الحب؟

ـ قدر جميل يعوزه الصدق.

ـ وإذا ما تحقق ذلك.

ـ يبقى الدخول إليه مجازفة.

                                                          

       إدريس بندار     

                                                                 ==========

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق