(مملكة السحر)...
الطريق إلي عينيها محفوف بالمخاطر...
تراص جند حروفي أمامي صفا....
ياجنود مملكتي من كان منكم خائفا فليلزم سطره...ومن أراد مرافقتي في غزوتي فليلزم سطري.....
في صوت واحد هتف الجند: نموت نموت ويحيا قصيدك...
أيها الأبطال هي رحلة قد تكون ذهابا بلا عوده...
في صوت واحد صرخوا : نموت نموت ويبقي ملكك...
يافرسان مملكتي لتكن ساعة الصفر عندما تغمض عينيها...
وليأخذ كلٌ موقعه....
فلما أغمضت عينيها....إنتشرت قواته علي جميع أنحاء خديها....
زحفوا ....تسللوا ...حتي باتت عيناها علي مرمي البصر....
هبت ريح عاتية....فتطايرت خصلات شَعرها....ذهابا وإيابا....وكلما تصادمت خصلة بحرف سقط صريعا....
سقط بعض جنوده...كاد جيشه أن يهلك....لولا هدوء العاصفة....سكنت خصلات شَعرها....ليجد جنوده بين جريح وقتيل....إلا القليل منهم
جمعوا جثمان الشهداء....وعلى خديها ....شيعوهم إلى مثواهم الأخير....
نظر الملك إلي من تبقى من جنوده باكيا:
ياجنود مملكتي قد أخبرتكم أنها رحلة ذهاب بلا عودة....من أراد منكم العودة فهو في حِلٍ مني...
في صوت واحد صرخوا : نموت نموت ويخلد إسمك
تعالت الصيحات ...علت الهمم...تقدموا حتي بلغوا عينيها...
فاذا بها تفتح عيناها ببطء ....لتتقاطر دمعاتها....فكانت كالسيل ....أغرقت كل جنده....يري قطراتها تعصف بجنوده ....لا يستطيع إنقاذهم....
فإذا بقطرة تتدحرج ناحيته ببطء....لم ينته لها... لم يستطع تفاديها....سقطت كادت تغرقه.....ما زال يقاوم الغرق....
فإذا بعاصفة اخري تجتاح وجهها ....ريح شديدة....فتتطاير شَعرها ....
إستسلم للغرق....حتي رأي شَعرة ألقتها الريح في بحره....أمسك بها بكلتا يديه....ظل يتسلقها ....حتي وصل منتصف عينيها....ما زال ممسكا بحبله....
فلما رأي مملكة عينيها عن قرب....شخص بصره .. وكأنه يري هالة من نور... أراضٍ بيضاء بمساحات شائعة....في وسطها بئر مستدير ... ماءه يبرق كأنها لألئ تسبح فيه....
تلك هي مملكة النعيم....التي فقد من أجلها ذاك الملك كل جنوده....تلك الأراضي البيضاء التي كان أجداده يتحدثون عنها ....
ظل شاخصا بصره تذكر مقولة أبيه عندما كان طفلا " يابني سيعلو شأنك يوما ما....ويخلد أسمك....كأول حاكم تخصع كل ممالك الخيال لحكمه....يابني هما مملكتان إحداهما مملكة النعيم والأخري مملكة السحر ....يمتدان علي خط واحد يفصلهما جبل ....يابني سيزول عرشك ويتفتت ملكك إن لم تضمهما لممالكك...يابني الوصول إليهما سيهلك دونه جيشك...وربما تهلك أنت"
بينما هو يمسك بحبله ....فإذا بأبواب مملكة النعيم بدأت تنغلق ببطء....فألقي بنفسه داخلها في أخر لحظه...
من أثر السقوط وقع مغشيا عليه....فلما فتح عينيه رأي أناسا لباسهم أبيض متراصون أمامه يقفون علي أرض بيضاء....
قال لهم من أنتم...
قالوا : أيها الملك ننتظرك هنا من ألف عام......مرحبا بك في مملكة النعيم...نحن فرسانها ...لتقودنا الآن لتحرير آخر مملكة
قال وما إسمها ؟
قالوا " مملكة السحر"
قال : أيتها الجنود يافرسان مملكة النعيم هي رحلة قد تكون ذهابا بلا عودة...
في صوت واحد صرخوا :نموت نموت ويحيا قصيدك...
ياجنود مملكتي لتكن ساعة الصفر عندما تفتح عينيها..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق