دهشة البداية..
=========
ـ أتجلسين معي؟...
وكأنها منذ الأزل تنتظر مني مجالستها،تهاوت بكل ثقلها الشعوري واللاشعوري بعدما سحبت لها كرسيا.
جلستْ وجلستُ/شجر من رماد يلفنا/جبل من دهشة البدائيين/صهيل متقطع/على شفتينا/خذلنا الكلام/وصرنا قطعا من رخام/ وأنا الجالس واللاجالس/تكبلني الرغبة في الكلام/ وأجدني على تجاعيد الكلام /كلاما/ آه حين يتمرد الحب في قلبي/
حين يحترق الفينيق/ مرتين/ وحين تذكرني المسافات/ بالبين الشاسع/ بيني وبيني/ساعتها يخذلني الزمن/ وأتهاوى سفرا في السفر / وأنت أيتها الجالسة فوق أنقاضي: كيف أستفزك؟ كيف أفتح القلب/ كي تمــارسـي الشغب؟وأنا المتوحش
المهووس بالخلوة/ يظهر أنك تسرعت/ صدقيني فأنـا لا أملكإلا طفولة /تطل منها مشنقة/ ودهشة طفل
واعتراف لآخر الليل/ فأنا الشغب/ الصخب/ الوجع
آه لو تعلمين ؟
لا زالت في صمتها غارقة،وفي لا شعوري أهمس: يا ليتك لي،قلت وفي صوتــي بحة التردد:
ـ أتسمحين إن استفزيت شخصك بأسئلة؟.
ـ تفضل.
ـ أعتذر منك عما بدر مني قبل قليل من تصرف غير
لائق سألتك عن علاقاتك ، ما كنت أقصد إحراجك ولكنه مجرد استجلاء لنقط أثارتنـي في حوارنا،لكن ما أثار حفيظتي فعلا هو انسحابك المفاجئ،وكأني أيقظت جرحا كان نائما فيك.
في عينيها انسكب قلبها،أطلقت أنة حيرى،قلت مستفسرا:
ـ هل سببت لك إحراجا؟
ـ لا...لا( قالت متلعثمة).
ـ هل جرحك رجل؟
صمتت ووجدتني محرجا على الأخذ والرد معها في موضوع ربما لا تريد الخوض فيه،ولكي أشعرها بالموقف قلت:
ـ أحس أن لا حق لي في نبش الماضي،معذرة،وهممت لأغادر،فجاء الجواب:
ـ لا أخفيك سرا،الموضوع بكل بساطة،أني لم أسمح لأي عاطفة أن تخونني.
ـ لا أصدق؟
ـ لماذا لا تصدق؟
ـ أمر بسيط،كونك امرأة لا بد من ممارسة حقك البيولوجي،وإلا فكيف أنت امرأة؟
ـ وحق المرأة أيضا هو البحث عن عاطفة تحتويها وتحسسها بوجودها كامرأة،لا كمكنسة تشطر بها الشهوة الرعناء..
ـ ضمنيا تودين القول ،أن تجاربك السابقة باءت بالفشل.
ـ ليست تجارب، بقدر ما هي محاولات،استجليت منها جنوح الرجل الكلي نحو متعة الــــــجسد دون غيره.
ـ حسبما فهمت: الرجل لا يؤتمن.
ـ ليس كل الرجال.
ـ ما رأيك في الحب؟
ـ قدر جميل يعوزه الصدق.
ـ وإذا ما تحقق ذلك.
ـ يبقى الدخول إليه مجازفة.
إدريس بندار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق