الثلاثاء، 12 أكتوبر 2021

سأنحر فكرتي .....بقلم الشاعر محمد الفاطمي

 سأنْحرُ فكرتي وسط النّهار

فسادُ الرّأي يعقبهُ الكسادُ***وسوءُ الحال تحْمـــــلهُ البــــــلادُ

تباع نفوسنا للـــــــمارقين***بسوق يستــــــبدّ به الفــــــــساد

كأنّ رجالنا قطــعان ضأن***بها الأضحى سيشهده العــــــباد

وفي وطني تنوّعت الرّزايا***وساد العير فانــــهزم الجـــــياد

يضيق الصّبر عن وطني وعنّي***فما أدري متى يأتي الرّشاد

////

سأنحر فكرتي وسط النّهار***وأرفض أن أشــارك في الحوار

يئست من التّعلّم في بلادي***وقد يئس الكبــــار مع الصّــــغار

تعلّمنا المدارس شبه فهم***به الأفكار تكثر في العــــــــــــــثار

رمانا الغشّ في الأوهام رميا***تبرقع بالقــــــــــــشور وبالغبار

وأصبح عيشنا عيشا خبيثا***تلطّخ بالأسى في كــــــــــــلّ دار

////

نبحنا كالكــــلاب الجائعينا***وكان نباحنا صـــــــــــــوتا مبـينا

فواجهنا التّــسلّط باقتحام***تجلّـى في اختـــــــــــــناق الثّائرينا

وفجّرت القنابل في بلادي***فجــــــرّعت الورى كدرا وطيــنا

قضت بوقوعها الأرواح قتلا***وقد تركـــت دماء الهــــــالكينا

فهل خــــبّرت بالبارود لمّا***تدفّق فوق ليل النّـــائمــــــــــينا؟

////

يقولون احتمل خسف الهوان***فـــــــكلّ بني أب مـــتفارقان

مضت لسبيلها الأيّام حتّى***تبـــيّن من ورائك مـن رمــــاني

وكنت أظنّ أنّ الجبن فخر***وليس الفـــخـــــر إلاّ بالسّـــنان

كذلك قالت الآيات ذكـــرا***وعــــــــظّم شأنها نور البــــيان

فلا التّحرير للإنسان سهل***ولا النّهّاق أشبــــه بالحــــصان

////

أراك سألتني أين الهروب***وكيف تحرّرت تلك الشّـــعوب؟

ألم تعلــــم بأنّ الله حيّ***وأنت عن المـــــــعاصي لا تتوب؟

وتسأله الفلاح ولست أهلا***وشرّ النّاس تكــــــــشفه العيوب

فوا عجبا لقوم في بلادي***بهم كثــــــرت بأمّتنا الخـــــطوب

تعطّل عزمنا في كلّ أمر***وتحت النّير تأســـرنا الكــــروب

////

يحدّثنا المعلّم والمدير***ويأمرنا المفــــــــــــتّش والـــــــوزير

تراهم في الحوار بلا لسان***وفي جلساتهم كثر الشّــــــــخير

أباطرة الفساد غزوا بلادي***فساد الـــظّلم وانبـــــطح الأجير

عهدت الناّس في وطني رجالا***وسوء الحال يعـــكسه الزّفير

فوا أسفي على قوم يتامى***بلعنــــــــــتهم يعاقبنا الخبــــــــير

محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق