سأنْحرُ فكرتي وسط النّهار
فسادُ الرّأي يعقبهُ الكسادُ***وسوءُ الحال تحْمـــــلهُ البــــــلادُ
تباع نفوسنا للـــــــمارقين***بسوق يستــــــبدّ به الفــــــــساد
كأنّ رجالنا قطــعان ضأن***بها الأضحى سيشهده العــــــباد
وفي وطني تنوّعت الرّزايا***وساد العير فانــــهزم الجـــــياد
يضيق الصّبر عن وطني وعنّي***فما أدري متى يأتي الرّشاد
////
سأنحر فكرتي وسط النّهار***وأرفض أن أشــارك في الحوار
يئست من التّعلّم في بلادي***وقد يئس الكبــــار مع الصّــــغار
تعلّمنا المدارس شبه فهم***به الأفكار تكثر في العــــــــــــــثار
رمانا الغشّ في الأوهام رميا***تبرقع بالقــــــــــــشور وبالغبار
وأصبح عيشنا عيشا خبيثا***تلطّخ بالأسى في كــــــــــــلّ دار
////
نبحنا كالكــــلاب الجائعينا***وكان نباحنا صـــــــــــــوتا مبـينا
فواجهنا التّــسلّط باقتحام***تجلّـى في اختـــــــــــــناق الثّائرينا
وفجّرت القنابل في بلادي***فجــــــرّعت الورى كدرا وطيــنا
قضت بوقوعها الأرواح قتلا***وقد تركـــت دماء الهــــــالكينا
فهل خــــبّرت بالبارود لمّا***تدفّق فوق ليل النّـــائمــــــــــينا؟
////
يقولون احتمل خسف الهوان***فـــــــكلّ بني أب مـــتفارقان
مضت لسبيلها الأيّام حتّى***تبـــيّن من ورائك مـن رمــــاني
وكنت أظنّ أنّ الجبن فخر***وليس الفـــخـــــر إلاّ بالسّـــنان
كذلك قالت الآيات ذكـــرا***وعــــــــظّم شأنها نور البــــيان
فلا التّحرير للإنسان سهل***ولا النّهّاق أشبــــه بالحــــصان
////
أراك سألتني أين الهروب***وكيف تحرّرت تلك الشّـــعوب؟
ألم تعلــــم بأنّ الله حيّ***وأنت عن المـــــــعاصي لا تتوب؟
وتسأله الفلاح ولست أهلا***وشرّ النّاس تكــــــــشفه العيوب
فوا عجبا لقوم في بلادي***بهم كثــــــرت بأمّتنا الخـــــطوب
تعطّل عزمنا في كلّ أمر***وتحت النّير تأســـرنا الكــــروب
////
يحدّثنا المعلّم والمدير***ويأمرنا المفــــــــــــتّش والـــــــوزير
تراهم في الحوار بلا لسان***وفي جلساتهم كثر الشّــــــــخير
أباطرة الفساد غزوا بلادي***فساد الـــظّلم وانبـــــطح الأجير
عهدت الناّس في وطني رجالا***وسوء الحال يعـــكسه الزّفير
فوا أسفي على قوم يتامى***بلعنــــــــــتهم يعاقبنا الخبــــــــير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق