في أغوار الروح
في أغوارِ الروحِ في قاعِ اللاشعور
بين نتوءاتِ وتضاريس الدهور
وفي كهوفِ الزمنِ السحيق
تترسبُ ذكرياتُ النفسِ عبر حيواتٍ وحيوات
هي الروحُ عمرُها عمرُ الزمان
سِفرُ حياتها متشعِّبٌ ومتجذِّرٌ
في نسيج الوجودِ الإنساني منذ الأزل
كلما حان للذكرياتِ متنفسٌ تتثاءبُ
تتمطَّى تتمرَّدُ على الركونِ والسكون
يعلو ضجيجُها تشرئبُّ إلى الأعالي
مشدودةً إلى من أثارها وأيقظها من سباتِها العميق
تراهُ ... تعودُ إليها الذكرياتُ تسقطُ عن عيونها
قشورٌ تراكمتْ وتكثفتْ عبر الزمان .
تتعرفُ عليه تُصابُ بالدهشةِ والانذهال
تُصابُ بالدوارِ والانخطاف من الواقعِ المحسوس
تنتقلُ وتسيحُ في دهاليز الدهور حيث كانت معه في سالف العصور
كلُّ شيءٍ عندها حقيقيٌّ واقعيٌّ عاشته بمنتهى العقلانية
مأساتها الكبرى أنَّ الآخرَ بسبب عدمِ قدرتِه وجهوزيته
لاستقراءِ مجريات الزمان وصيرورة الروح
يحكمُ عليه باللاواقعية واللامعقولية ولامنطقيةِ
ما يرويه ويمليه . كم هو تعيسٌ وبائسٌ
من تلمَّسَ حقيقة الأغوارِ ثمَّ طفى إلى الأعلى
إلى السطح حيث الزبد والسراب
يجدُ نفسه في مهبِّ التهكمِ والسخريةِ ممن
يجهلون حقيقة وحياة الروح
ينكفىءُ على نفسه قانطاً محبطاً وحزيناً
لا شيءَ يعزيه ويواسيه سوى دموعِه
وآهاتِه وأنينِ جراحِه
شاعر الحب والألغاز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق