النص للشاعرة المتألقة نور هان ياسين صبان
((في جحيم الغربة))
الشفرة تصدأ واللسان ممدود
كالعلقم علق نطفته في رحم أيامنا
إن لم يكن الحب كل أبوة وكل أمومة
ذرني وحيدة بشوق يدبر ويستكبر
فلا القلب يدركه ولا اللحظ يرقعه
ستنام ياليلي على زند الحكايات
وتغتسل بصابونة شغفي ..
بقلب يهيم بتراث الوجود
فاذا جعت ألقمتك شبعي
اذا ظمأت أشربتك ارتواءي
اذا تأوهت ناولتك أحزاني
في جحيم الغربة
يرتق قميصك الشفقي
رف يعاطر الأنسام والأنغام
صداحا على شطين
ياقوافي اللون
بهسهسة ألملمها
كي يغزلها سلاف سحر
يسكبها اندلاق حبر
ويتعشق فضتها
كل بدر
*****
لكم أعزائي تحليلي للنص وأتمنى أن ينال رضاكم
##&&##&&##
للنقد في الكلمات تذوق ومعان توقع في قلب القارئ وقع ربما يكون عام يستشعره كل من يقرأ
وربما أن يدق بشكل خاص في قلب يلامس بعض من المشاعر تنساق مع الكلمات ممزوجة برحيق الحرف كما وقع تأثيرها
يبدأ القصيد بعنوان قد يوحي بما داخلها مباشرة وقد يتوجع بنا حتى نصل للمعنى بطريق غير مباشر
وفي قصيدة اليوم
عنوان
قاس في إلتماسه ومساسه بالقلب
في جحيم الغربة
قد نترك أوطاننا بحثا عن الرزق
أو للمتعة والسياحة والاستمتاع بطبيعة بلاد أخرى تزد من ثقافتنا المرور بها وتزداد المتعة بأشياء جديدة تخلد بالنفس نوع من السعادة
لكن
حين تكون الغربة جحيم
فنحن بين نيران بعيدة عن أوطاننا لا يستجب فيها من يستغيث
لا يطمأن القلب عندها مهما النفيس فيها
غربة الاوطان نتيجة الحروب الضارية
نتيجة سلطان التعسف والسطو الغبي نتيجة شعوب ليس لها ذنب سوى انها مسالمة
تصف شاعرتنا في أول ابياتها
الشفرة تصدأ وهنا تعبير يوحي بمدى الطبيعة والمناخ الغير نقي والغير ملائم لنقاء الاشياء
لم تقصد شاعرتنا الشفرة بمعناها البحت لكنها تعبير يوحي بمدى بذائة الاحوال
ثم تليها باللسان ممدود وهنا تشبيه بالكلب عافانا الله وعافاكم
فحين يلهث الكلب يمدد لسانه خارج فمه تعبيرا عن احتياجه للقمة أو للمياه
هكذا عبرت من أول بيت عن حالة الحرمان والمناخ السيء بغربتها
كالعلقم علق نطفته في رحم أيامنا
هنا صورت ميلاد الزمان كأنه العلقم وهو يوحي ويعبر عن مرارة الايام وألصقت هذا العلقم بنطفة الجنين أول بداية للخلقة وهذا تعبير عميييييق عن القسى منذ البدايات الداخلية
وتشترط
بإن لم يكن الحب كل أبوة وكل أمومة
ذرني وحيدة بشوق يدبر ويستكبر
فلا القلب يدركه ولا اللحظ يرقعه
تشطرت شاعرتنا ولادة الحب بأب وأم ترعاه
وربما تقصد حلة الحب وليس حرامه
فذرني وحيدة
فأتركني وحيدة بشوق لا حجم ولا نهاية له
فحينها لا القلب يفهم ذلك ربما يتجاهله ولا اللحظ يرقعه مقصود لا تريد الحب بزيف أو تحصيل حاصل دون أصول وبذور
ثم
تحدث نفسها وتقول ستنام ياليلي على زند الحكاية
وكأن ليلها بندقية تقف عند زند الرماية والهدف فيها حكايتها مع غربتها
وتغتسل بصابونة شغفي
بقلب يهيم بتراث الوجود
فاذا جعت ألقمتك شبعي
واذا ظمأت أشربتك أحزاني
تسلسلت شاعرتنا أبياتها كأنها تستحضر طقوس نومها قبل النوم
فتغتسل بشغفها حيث يبقى معها حين تنام لم تتركه دون احتضانه في نومعا
وهذا القلب الهائم بالذكريات القديمة واسمتها تراث الوجود
وتعطيه من هذا الشغف الطعام والشراب بداخلها
واذا تأوهت ناولتك أحزاني
كيف لهذا القلب ان يمارس الدقة في تلقين الاحزان والمشقة كأنها تعاند الراحة وتزيد شقائها شقاء
وتعيد شاعرتنا عنوان القصيد
وكأنها تحية قبل الخلود للنوم
ثم تذكر أحداث أخرى لجحيم الغربة وكانها مقطع جديد يستكمل حالتها الحزينة في غربتها
يرتق قميصك الشفقي
رف يعاطر الأنسام والأنغام
صداحا على شطين
ياقوافي اللون
بهسهسة ألملمها
كي يغزلها سلاف سحر
يسكبها اندلاق حبر
ويتعشق فضتها
كل بدر
في هذا المقطع من القصيد ربما تحدث انفراجة في مشاعرها الليلية والتي تنتهي عند البدر وتعني هنا منتصف الشهر واكتمال نور السماء وتعبير متفائل بذكر البدر
تقول في جحيم الغربة هناك رف بحياتنا ربما نضع عليه عطر يزاحم نسمة هادئة ولم تأتي النسمة الا في هدوء المشاعر وهيام الروح
هذه النسمة العطرة تنتشر على شطين وهنا تعبير عن بعض المرح الملتف حولها
ثم
تحادث القوافي وتستحضر اللون وتعني الاشعار الجميلة والمبهجة حيث اللون معبر عن الربيع عن الحياة
برقة منها تتحسس لهذا الفرح وتلملمها كانها تخاف توهانها عن عيونها
لتدعها كانها تذوبها في حبر الكلمات لتغزل الفرح بالقوافي والاشعار
ويتعشق فضتها كل بدر
كناية عن الكتابة في منتصف ليل مقمر منير
حالة جميلة ورائعة وكلمات غاية في الروعة وتعبير عما بداخل قلب اتعبته الغربة قهرا فأصبح جحيم يسكب الكلمات كحروف باكية او شاكية تتذوق طعم القهر غصبا
نص رائع وجميل
أتمنى أن أكون حللت المعنى من وجهة نظري بطريقة قريبة من قلم شارعتنا الرائعة
تحياتي فريق الاعداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق