خواطر سليمان ... ( ١٢١٩ )
المنى والأمنيات بضائع كل احمق ، وسلعة غالية عند كل كسول ، وإذا لم يتمكن الإيمان في القلب فستجد التاجر غاشا ، والطالب فاشلا.، و الجندي جبان ، والطبيب مجرد تاجر في أوجاع الناس وألامهم ...
وإذا لم يكن كل هؤلاء معاملتهم قائمة على الرحمة والتوقير و الشجاعة والرفق ، فهم جميعا مقصرين ، ولا يجدي معهم الادعاء حتى ولو تصدورا المشهد وأشاروا إليهم بالبنان ...
الإيمان بالله ليس إدعاء باللسان انك مؤمن ، وإنما الإيمان يفرض عليك أن لا تدع فاقة عند محتاج وتقف للتتفرج عليه ، أو أن ترسم على وجهك علامات الشفقة لتشعره أنك تشاركه فاقته ، بل عليك السعي بقدر طاقتك لتسد عنه الفاقة التي هو فيها ...
الإيمان بالله يفرض عليك الإخلاص العميق والتجرد التام ، فتتجاوز المجال النظري في رؤيتك للحياة لتنشئ أنت وتقيم إيمان مصبوغ بصبغة نقية من الأفعال ...
عندئذ يتحول الجوع لمن حولك إلى شبع ، وتأخذ الحزين من حزنه إلى فرح ، وتحلم وتتواضع وتحنو وترجو ، ولا يعتري البشرية من حولك كدر إلا وعندك أنت المتسع والفرج لأنك تستمد كل ذلك من إيمانك بخالقك ...
سليمان النادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق