خواطر سليمان ... ( ١٢٢٨ )
"أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ"
الحج ٦٣
هذا الثرى الذي ندوسه بأقدامنا ولا نراه إلا أنه غبر ملابسنا ، وحول عرقنا في الحر وكأنه وحل على جبيننا ، له أمر عجيب بحق ...
ينزل عليه الماء ونرمي فيه البذرة وننتظر غير قليل ، فإذا بهذا الثرى الهامد ينشأ من موته أثار الحياة ، فإذا بالثمر والفواكه والخضروات وخيرات لا عد لها ولا حصر ، تخرج من أكمامها بعد الموات الذي كان فيه ...
أترى أن صدفة عجيبة أنشأت هذا الإبداع والجمال؟
ودعنا أكون مجنونا وأصدق ذلك ، فكيف إذن نفس التربة ونفس الشجرة ونفس الغصن ومضى نفس الوقت فإذا بهذه مرة كالصبر و بجانبها ولاصق فيها عسل شهى ؟
الأمر بإختصار أن هناك مليك مقتدر خبير لطيف أوجد من العدم وبعلم واسع لا يقدر عليه إلا خالق عَلِمَ بكل الأسرار بخبرته ، فأخرج بلطفه وفي وقته المناسب جمال ما نراه ، وجميل من نذوق منه ونُطعم ، فأخرج ما يدهشنا لنرى عظمة خلقه وجميل جوده علينا ...
سليمان النادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق