نصبت خيمة
على ضفاف الماضي
تتسع لكل أشيائك
التي يفوح منها عطر غيابك.
جلست وسطها منفردة بذاتي
هاجرة لمن حولي
أقتفي على عصف الصهيل
أثر تفاصيلك.
أرسم بخيوط النهار ضوء
يستعيد ذكرياتك في ليل عيوني.
أشم فيها رائحة الياسمين
الذي ينبت بين أضلعي
كلما زاد اشتياقي إليك…
كنت الصلاة في جوف الليل.
كنت السلامة في آخر الدرب.
كنت النور في كف العتمة.
كنت الدفء في الليالي الباردة.
كنت بساتين الوطن
التي أهرب إليها من منفاي
و وردا يسقي عطش السراب
كلما استعصى المحال…
صرت صورا
هي امتداد وجودك
على أعمدة خيمتي...
وجها غائبا
أسافر عبره كي ألاقيك.
صرت حلما أبحث عنه
تحت وسادتي عند منتصف الليل
فيتراءى لي موكبا من ضياء
يتلاشى مع صرخة الموت
لحظة الاستيقاظ..
نصبت خيمتي
على ضفاف الماضي
بحجم الروح كي ترتدي وجعي
حين يرتحل المساء.
و لم أدرك
أنني حين كنت أنصب خيمتي
نصبت مقبرتي
بجوارك يا أبتاه! ...
بقلمي ✏️: السعدية جطيط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق