حـــائـــر
------------------------
قريتي تنزّف دما ، جثة قتيلة ، اشلاء
حائر وجهي بين الرعب والوهم
اجتّرَ الخوف، اعمارنا
برسيما اخضر، بصقناها ،قيئا نتنا
نبحث في مقابرنا، يوم الحشر، لبقايا عظامنا
ورثنا آلاما، وعمرا حزينا
افقنا مذهولين، في سنوات الغربة
اناملنا جمرة ،مودعة ،في نداءات الضمير
نعلن صرخات الاموات، من عمق مقابرنا
كدنا نصل، خطواتنا واسعة، كالبيداء
تتملكنا الحيرة، كجمل تاه
حين تتعثر خطاه، في مفارق الدروب
وتيه الهضاب، نستغيث، لا مجيب
نغطي وجوهنا بأكفنا ،نرى اطراف الماضي
ننظر لوجوه الاجداد، حيارى منذ الازل
يبحثون عن دروب الخلاص
صمتنا جَمر، نمتطيه في سواقي المنافي
نحلم بأحلام، جفوننا مثقلة
غسلنا عيوننا بندى الصباحات
ابتلّت به، يهمس حلما
حرقة، تجتاح اعماقنا
اشتعال دمنا المجبول، من طين حقولنا
من يحمل وزر التسكع في منافينا
وخطانا الضائعة؟
ظلنا قاتم، ينام فوق حدقاتنا
عيوننا متقرحات
قريتنا التي خلفناها منذ ازل بعيد
ذاكرتنا من جديد، لوّحنا لوجوهنا
المغادرة ،بلا عودة
حزينة وجوه قريتنا، كئيبة
لا رقص في ازقتها، لا امل الاّ بعيد
اغترب ابناؤها، مبعدين
مشردين في القفار، ظلام وبرد
كالهرر السائبة
من رجع منهم جثث ممزقة
اسفا وحزنا وآلاما
احفادنا لاحقين بنا
بقايا السقوط
**********
المفرجي الحسيني
حائر
العراق/بغداد
5/11/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق