" إنِّي الحَصِين "
بَهَرَ الجمال وفاهت الأشداق
في حسنها، تتسمَّرُ الأحداق
بسقت بُدُور الليل من ظلماتها
فانسل نورٌ واحتفى المشتاق
حسناء هلَّت كالربيع قدومها
فتمايلت من نسمها الأعناق
شماء تعلو للسحاب بكِبْرها
ترمي الفتون فينحنِي العشاق
إنِّي غدقتُ من الجمال مرارة
رفقاً بقلبي فالحنين يشاق
اليوم تبدو كالنسيم برقةٍ
تغدو بليلٍ والعليلُ يباق
بالأمس ظلِّي والوريف مظلتي
واليوم لا يَبْدو لها أوراق
قد أزهقت روحي برغم تعلقي
والعنق قد حاقت بها الأطواق
ماذا أقول وقد ملأتِ حشاشتي
غير المثول، لتسكنَ الأعماق
إنِّي الحصين ومن جمال فتونها
إن شعشعت من حولها الآفاق
إياكَ مني يافتى من حسنها
فرهيف قلبي ثاثرٌ ينساق
لولا الملامة ما غدوتُ للحظةٍ
وجعلتُ دمعي للحبيب يراق
فأنا المليل إذا تباعد خطوها
فترى بقلبي يَحْدهُ الإخفاق
أصغي لها إن جاز قلبي في الهوى
تغتالني إن مسني الإشفاق
لا تشمتي حوراء، منكِ خطيئتي
حتى المشيب تزوره الأشواق
إبْنِ الجسور لكي تفيض محبتي
إن العقود بشرعها الوثاق
لو كان لي حظٌ ملكت فوادها
أُسجي الحنينَ وما رمى الغداق
هيَّا إليَّ فلم يعد بحصانتي
إلا القليل ليحتمي المشتاق
هيام سوريانا
بقلم :المستشار الثقافي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق